بعد يومين من فتح مصر باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية تجاوزت طلبات سحب أوراق الترشح من اللجنة العليا للانتخابات المئتي طلب ومن المتوقع أن تشهد رقما قياسيا لعدد المتنافسين علي أرفع منصب في الدولة بعد تيسير شروط الترشح. وستبدأ الانتخابات الرئاسية في مايو المقبل ويعلن الفائز بالمنصب قبل انتصاف العام لتنتهي إدارة المجلس الأعلي للقوات المسلحة للفترة الانتقالية في البلاد والتي بدأت يوم 11 فبراير العام الماضي. وتزامن مع ذلك انطلاق جدل ساخن بشأن الأسماء المرشحة علي الانترنت والذي لعب دور البطولة في توجيه دفة التغيير. وقال الأمين العام للجنة الإنتخابات الرئاسية المستشار حاتم بجاتو إن نحو مئتي راغب في الترشح حصلوا علي الأوراق المطلوبة لإتمام ترشحهم.. ويستمر سحب الأوراق والتقدم بها حتي الثامن من أبريل القادم، وقد لوحظ عدم شهرة عدد كبير من المتقدمين لسحب أوراق الترشح. ويحق لكل حزب ممثل بنائب واحد منتخب علي الأقل في مجلس الشعب أو مجلس الشوري التقدم بمرشح للرئاسة ،بينما يلزم للمرشح المستقل الراغب في الترشح الحصول علي تأييد 30 علي الأقل من أعضاء مجلسي الشعب والشوري المنتخبين أو 30 ألف ناخب من خلال توكيل رسمي في الشهر العقاري . ويرأس لجنة الانتخابات الرئاسية رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار فاروق سلطان ولا تقبل قراراتها أي طعن قضائي عليها بحسب الإعلان الدستوري الذي صدر بعد الإطاحة بمبارك وتعليق العمل بدستور البلاد. و قد أعلنت عديد من الشخصيات العامة عزمها الترشح في الانتخابات التي ستجري في 23 و24 مايو القادم، من بينها شخصيات سياسية ودينية وإعلامية، آخرها سحب د.عبد المنعم أبو الفتوح أوراق الترشح أمس، فيما هدد الناطق باسم الجماعة محمود غزلان بفصل أي عضو إذا دعم أبو الفتوح.. غير أن المفاجأة حتي الآن تمثلت في إعلان الوزير المخضرم السابق منصور حسن ترشيح نفسه وقد شغل منصب وزير إعلام في حقبة الرئيس الراحل السادات، وقد قوبل إعلانه بتوجس لدي البعض من ائتلافات الثورة حيث وصفوه بمرشح اللحظة الأخيرة الذي يحظي بدعم من المجلس العسكري وربما يفوز بدعم جماعة الإخوان وحزب الوفد أيضا الذي تراجع بعد إعلان مساندته من أول وهلة.. وقد سحبت بثينة كامل أوراق الترشح للرئاسة وهي مرتدية الجلابية الفلاحي. وكان رئيس مجلس الوزراء الأسبق أحمد شفيق من أول المتقدمين لسحب طلب الترشح. وقال ملخصا وعوده "إن أول قرار سأتخذه اذا فزت بالرئاسة هو تفعيل الأمن في الطريق العام وتدارك الوضع الاقتصادي فورا والبدء في مشروع استثماري هائل لايجاد فرص عمل للشباب". يذكر إنه رغم إعلان جماعة الإخوان المسلمين بأنها لن تتقدم بمرشح لانتخابات الرئاسة إلا أن المراقبين يؤكدون ان من سيحظي بتأييد الجماعة فسيكون الفوز حليفه نظرا لفوز الجماعة بأكبر كتلتين بمجلسي الشعب والشوري، وقد قالت الجماعة في وقت سابق إنها ستؤيد مرشحا ذا خلفية إسلامية الأمر الذي يفسر بأنها لن تؤيد علمانيا أو مسيحيا. الجدير بالذكر إن آخر انتخابات رئاسية شهدتها مصر عام 2005 وكانت قد اعتبرت أول إنتخابات تعددية في البلاد ،تنافس بها عشرة مرشحين في مقدمتهم مبارك الذي أحرز فوزا كبيرا سهلا بنسبة تجاوزت 88% وشارك في تلك الانتخابات نحو سبعة ملايين ناخب من أصل 31 مليوناً لهم حق التصويت بنسبة بلغت 23%. ولوحظ تزايد الاقبال علي استخدام الانترنت في مصر في الدعاية لمرشحي الرئاسة المحتملين لتسهيل مخاطبة الشباب والتواصل معهم. وينتظر أن تلعب مواقع الواصل الإجتماعي دورا بين الفئات المتعلمة والشابة في الدعاية الانتخابية للمرشحين .غير أن الأرياف والمناطق البعيدة ستخضع لنفس أساليب الدعاية القديمة . وشهدت الساعات القليلة السابقة لفتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة نشاطا ملحوظا علي مواقع التواصل الاجتماعي من جانب مؤيدي المرشحين المحتملين لحشد الأنصارللحصول كل مرشح علي توقيع 30 عضوا من الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشوري أو للحصول علي توكيلات من 30 ألف مواطن لهم حق الانتخاب قبل إغلاق باب الترشح في الثامن من أبريل وهو أحد أبرز شروط قبول طلب الترشح. وكتب حمدين صباحي المرشح المحتمل للرئاسة تغريدة علي موقع تويتر في الساعات الأولي من صباح السبت "اليوم نبدأ معركتنا في انتخابات الرئاسة بتوكيلات الشهر العقاري. معا نستكمل الثورة".