أتي عيد الحب علي الأمريكيين هذا العام في ظل أوضاع جديدة، من شأنها أن تسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي، ولو لفترة مؤقتة . فهذا أول عيد حب يمر علي الأمريكيين بعد عودة آخر القوات الأمريكية المتواجدة في العراق منذ العام 2003 . كما إنه يواكب انخفاض معدلات البطالة، وهو الأول منذ عامين، الذي يصل إلي 3 .8% وارتفاع في معدلات التوظيف . وكان الاتحاد الوطني لتجار التجزئة أشار ان قيمة النفقات والصرف من قبل المستهلكين في عيد الحب تبلغ حوالي 17 .6 مليار دولار، أي ما يعادل 126 دولار للشخص الواحد في هذا العام مقارنة بالعام الماضي 2011، حيث بلغت ما يعادل 116 دولار للشخص الواحد، أي بزيادة نسبتها حوالي 10% تقريبا . وتعد هذه النسبة هي الأعلي منذ عشر سنوات، حيث تأتي هذه التقديرات في ظل انخفاض لمعدلات البطالة . حيث وصل معدل البطالة إلي 3 .8% في يناير الماضي، وهي النسبة الأكثر انخفاضا منذ عامين . ويعود الفضل في ذلك إلي ارتفاع معدلات التوظيف . حيث تم إيجاد 24300 وظيفة جديدة في يناير الماضي . ومن خلال هذه التوقعات، رجح المحللون زيادة الإنفاق والصرف علي هدايا عيد الحب، الذي يتزامن مع عودة آخر القوات الأمريكية من العراق . وكالعادة ترتفع نسبة الشراء عند الرجال في هذا .أكثر منها لدي النساء . فيتوقع أن ينفق الرجل ما يعادل 168 .74% للرجل، مقابل 85 .76 للنساء . وتنقسم النفقات ما بين شراء الهدايا والزهور وبطاقات المعايدة والشوكولاته والمجوهرات . وقد تصدرت المجوهرات المبيعات، حيث يتوقع أن تبلغ قيمة المشتريات 4 .1 مليار دولار، تليها السهرات خارج المنزل، والتي يتوقع أن تصل نفقاتها إلي 3 .5 مليار دولار، ثم يأتي في المؤخرة، الإنفاق علي الورود وبطاقات المعايدة والشوكولاته، والتي يتوقع أن تصل إلي حوالي المليار دولار . ويشير كينث جون - مدير في مطعم شارلستون: نتوقع ارتفاعا في عدد الزبائن في عيد الحب هذا العام، فمن جهة لدينا زبائننا المعتادون، ولكن في يوم كهذا يزداد المرتادون، وتبدأ طاولات الحجز من الساعة الخامسة عصرا حتي منتصف الليل . ويعد عيد الحب المناسبة الأكثر أهمية في الإنفاق بعد أعياد رأس السنة، والتي تبدأ في شهر نوفمبر، أو ما يسمي بالبلاك فيرايدي، والتي ترتفع نسبة الشراء والإنفاق فيها بصورة عالية . تؤكد جيسي ميير، التي تعمل بائعة في محال هولمارك في ولاية آوكلاهوما أنه في اليوميين الماضين كان لدينا عدد كثير من الزبائن الذين قدموا لشراء بطاقات المعايدة والهدايا والتحف الصغيرة، ونسبة المبيعات ارتفعت حوالي 20% عما قبل الشهر الماضي، وذلك بسبب الاحتفال بعيد الحب . أما تانيا ويسبي، والتي تعمل موظفة في بنك آي بي سي، فتقول عيد الحب هذا العام يختلف عن كل عام بالنسبة إلي، فزوجي العائد من العراق سوف يكون معي، بعد سنوات لم نقضها معا في هذا اليوم . ويري بعض المحللون أن زيادة الإنفاق في عيد الحب والمناسبات الأخري، كالكريسماس والهالوين، لا يمكن أن تسهم في حل الأزمة الاقتصادية علي المدي الطويل، ولكنها بالتأكيد تسهم في إنعاش اقتصادي مؤقت، وتحرك عجلة الإقتصاد، ولكن حل الأزمة الحقيقي، كما يراه المحللون، يقع علي عاتق المسئولين في خلق وظائف كثيرة، تسهم في انخفاض معدلات البطالة، مما يعطي الأفراد إحساسا بالأمان والقدرة علي الإنفاق بدون الخوف من فقذان وظائفهم . وهو ما سوف يزيد التحفيز علي الشراء والإنفاق . وبالتالي هو ما سوف يسهم في تحريك حقيقي لعجلة الاقتصاد، والخروج من الأزمة .