اتهمت دولة جنوب السودان التي أعلنت استقلالها يوم 9 يوليوالماضي السودان بإعلان حرب اقتصادية عليها من خلال إصدار عملة جديدة.وقال باجان أموم وزير في حكومة جنوب السودان إن الخرطوم تركت الجنوب يحمل كميات كبيرة من العملة القديمة التي أصبحت الآن عملة غير قانونية.لكن الخرطوم تنفي أن تكون شنت حربا اقتصادية علي الجنوب، مضيفة أن حاملي الأوراق النقدية القديمة سيحصلون علي فرصة لاستبدالها بالأوراق النقدية الجديدة. وأضاف أموم الذي يشغل منصب وزير السلام في حكومة الجنوب أن الشمال أخل باتفاقية من خلال إصدار عملة جديدة وهي الجنيه السوداني. ومضي قائلا إن الطرفين اتفقا سابقا علي أن لا يصدر الشمال عملته الجديدة إلا بعد مرور ستة أشهر علي إصدار الجنوب لعملته.وقال أموم إن خطوة الخرطوم ستكلف الجنوب ما لا يقل عن 700 مليون دولار. وكان بنك السودان المركزي قال ان السودان سيبدأ طرح عملته الجديدة يوم الاحد الماضي، بعد ايام من بدء طرح عملة جديدة لجنوب السودان اثر انفصاله عن الشمال. وكان جنوب السودان، الذي اعلن استقلاله في التاسع من يوليو بموجب اتفاق سلام وقع عام 2005 وانهي عقودا من الحرب الاهلية، قال يوم الاثنين الماضي انه بدأ طرح عملته الجديدة جنيه جنوب السودان مع ربط سعر صرفها عند حد التعادل مع الجنيه السوداني القائم. وكان البنك قال في وقت سابق ان الامر سيستغرق ثلاثة اشهر لاستبدال الجنيه السوداني القديم، واصفا طرح العملة بانه اجراء احترازي بعد خطط الجنوب. ويتراجع الجنيه السوداني في السوق السوداء في الخرطوم منذ اسابيع، مع توقعات اقتصاديين بتراجع تدفقات العملة الصعبة الضرورية لتمويل الواردات نتيجة تراجع عائدات النفط. وتراجع الجنيه القديم في الجنوب ايضا لمخاوف من ان العملة القديمة ستصبح عديمة القيمة ما لم يتوصل البلدان الي اتفاق لتنسيق طرح عملتيهما. واستحوذ الجنوب لدي انفصاله علي نحو 75 % من انتاج النفط السوداني البالغ 500 الف برميل يوميا.ولم يحسم الشمال والجنوب بعد عدة قضايا عالقة مثل تقاسم عائدات النفط وانهاء العنف في بعض مناطق الحدود المشتركة وكان السودان قد طرح يوم الاحد الماضي عملة جديدة بعد أيام من قيام دولة جنوب السودان المستقلة حديثا باجراء مماثل وذلك في خطوة من المرجح أن تؤدي لتفاقم الخلافات بين الطرفين بشأن التعامل مع التداعيات الاقتصادية الناجمة عن انفصال الجنوب. كان جنوب السودان الذي أصبح أحدث دولة أفريقية في التاسع من يوليو بدأ يوم الاثنين الماضي طرح عملته الجديدة جنيه جنوب السودان مع ربط سعر صرفها عند حد التعادل مع الجنيه السوداني القائم. وقال بنك السودان المركزي يوم الاحد الماضي انه بدأ طرح ستة مليارات جنيه سوداني جديد للتداول لتحل تدريجيا محل 11 مليار جنيه سوداني قديم. كان البنك قال في وقت سابق ان عملية الاحلال ستستغرق حتي ثلاثة أشهر. وقال محللون انه من الضروري بالنسبة للدولتين تنسيق جهودهما لتفادي اضطرابات لكن البنك المركزي ومقره الخرطوم قال انه لم يتم التوصل الي صفقة مع الجنوب حول ما سيتم عمله بشأن ما بين مليار و 1.5 مليار جنيه سوداني قديم متداولة في الجنوب. وقال البنك المركزي ان الشمال سيظل مستعدا لمزيد من المحادثات لكن اذا لم تسفر عن شئ فانه سيسرع في احلال العملة الجديدة محل القديمة كاجراء احترازي لذا ستصبح أوراق النقد القديمة التي يتم تداولها في الجنوب غير ذات قيمة في الشمال. وقال بدر الدين محمود نائب محافظ البنك المركزي السوداني ان البنك سيتخذ جميع الاجراءات الاحترازية لحماية الاقتصاد السوداني معربا عن أمله في التوصل لاتفاق مرض للطرفين يأخذ في الاعتبار الجنيه المتداول في الجنوب. كان النور عبد السلام الحلو مساعد محافظ بنك السودان المركزي في الخرطوم عاصمة الشمال قال في وقت سابق ان الشمال لن يسمح بدخول العملة القديمة المتداولة في الجنوب. وقال البنك المركزي انه ضخ أكثر من 500 مليون دولار في النظام المالي في يوليو مضيفا أنه سيواصل توفير النقد الاجنبي للواردات والسفر. لكن الجنيه السوداني اتخذ مسارا نزوليا في السوق السوداء بالخرطوم علي مدي أسابيع ويقول اقتصاديون ان تدفقات العملة الصعبة الضرورية لتمويل الواردات ستتراجع مع تراجع عائدات النفط.