بدأ مصرف سوريا المركزي، بالتعاون مع ما يعرف بجيش سوريا الاقتصادي، وهو عبارة عن تكتل مجموعة من رجال الأعمال في مقدمتهم رامي مخلوف في خطة وصفت بالمحكمة لضرب سعر الصرف في السوق السوداء واعادته ليلامس السعر النظامي وذلك بعد أن وصل هامش الفرق إلي 5 ليرات بين السوق النظامية والسوق السوداء. وأدي تدخل المركزي السوري إلي تراجع سعر الصرف في هذه السوق بمقدار ليرتين حتي أمس، وذلك بعد أن تم ضخ الدولار بمبالغ صخمة لتوفير معروض كبير، حسبما أوردت ذلك صحيفة الشرق الأوسط. وكان الجيش الاقتصادي السوري قد أطلق الاربعاء الماضي ندءا لكل من حول مدخراته إلي الدولار لشراء الليرة، تجنبا لخسائر مؤكدة خاصة مع ارتفاع الهامش بين السوق النظامية التي يسجل سعر صرف الدولار فيها ب 69.47 ليرة، في حين وصل في السوق السوداء إلي 5.53 ليرة للدولار الواحد. وجاء هذا الارتفاع لسعر الصرف في السوق السوداء الذي وجهت التهمة فيه لصرافين نظاميين وغير نظاميين علي حد سواء نتيجة استغلال الأحداث التي تمر بها البلاد منذ نحو ثلاثة أشهر، والقيام ببث الخوف لدي الناس لدفعها لتحويل مدخراتها إلي دولارات. ومع توفر عمل المضاربة بالليرة، فإن متابعين للسوق يؤكدون وجود عملية منظمة من أجل جمع الدولار من السوق المحلية والقيام بتهريبه، بدليل أن سعر الدولار النقدي كان أعلي من سعره حوالات. من جانبها كشفت مصادر من الجيش الاقتصادي السوري عن أن هناك خطة سريعة لإعادة سعر صرف الدولار إلي 5.48 ليرة بحلول نهاية الأسبوع الحالي، وذلك عبر ضخ كميات كبيرة من الدولار في السوق السورية وشراء الليرة مقابلة، وذلك بغية كسر حاجز الخوف عند الناس من جهة، وطمأنتهم إلي أن الليرة قوية ومتماسكة.. وفي نفس الوقت لتوجيه ضربة قوية للمتلاعبين بالليرة، وهو ما تم البدء فيه فعلا وكان بيان صادر عن الجيش الاقتصادي السوري الذي يحوي تجمعا لأكثر من 100 من كبار رجال الأعمال السوريين قد دعا المواطنين إلي التوقف عن شراء الدولار، والقيام بعملية تحويل سريعة لليرة.. تجنبا لخسائر مؤكدة عبر اطلاقهم حملة ضخمة لتحويل الأموال من العملات الصعبة إلي الليرة السورية. وأوضح البيان أن الجيش الاقتصادي السوري قرر اطلاق حملة عقاب تجاري ضد مكاتب الصرافة ورجال الأعمال الذين يشاركون المتآمرين "كما وصفهم البيان"، علي ضرب الليرة من الداخل والخارج وبالفعل فقد قام مصرف سوريا المركزي باغلاق العشرات من مكاتب الصرافة النظامية وغير النظامية في عدد من المحافظات والمدن، لمخالفتها تعليمات المركزي بتسعير الدولار أعلي من السعر الرسمي وقيامها بعمليات تهريب للعملة. وبحسب المعلومات فإن كل فرد من أفراد الجيش الاقتصادي تكفل بضخ 50 مليون ليرة في السوق علي الاقل وذلك بالتوازي مع إجراءات سيعلنها المصرف المركزي السوري اليوم الاثنين لدعم الليرة. وكان عضو في لجنة الصرافة في المصرف المركزي السوري قد قال إن غياب المركزي عن متابعة سعر الليرة في السوق السوداء خلال الشهرين الماضيين، كان وراء انخفاضها بهذا الهامش الكبير مقارنة بالسوق النظامية، مؤكدا أنه ليس من الصعب إعادة سعر الدولار إلي وضعه الطبيعي خلال أيام قليلة، متوقعا أن يتراجع سعر صرف الدولار إلي 5.48 ليرة علي أن يواصل تراجعه في الأسبوع المقبل، ليعود الهامش بين السوق السوداء والنظامية إلي قروش. وقال المصدر إنه لا أسباب اقتصادية لتراجع الليرة في بلد لديه احتياطات مؤكدة تبلغ 18 مليار دولار، وفي بلد لا يخضع لمديونية خارجية تتحكم بسعر صرف عملته. إلي ذلك تتواصل الحملات الشعبية لدعم الليرة السورية، يقوم خلالها آلاف المواطنين بايداع مبالغ في المصارف السورية وصلت في المصرف العقاري وحده إلي المليار ليرة سورية خلال أقل من شهر، وكانت مصارف خاصة وعامة قد أكدت أنه لا توجد لديها أزمة سيولة مع عودة حركة الايداع بوتيرة عالية، مقارنة بالسحوبات.