سيطرت حالة من الهدوء الأقرب للركود علي حركة تعاملات شركات الصرافة وذلك علي مختلف العملات الأوروبية والعربية وأرجع مسئولو الصرافات حالة الركود في طلب العملات إلي تراجع الأنشطة التجارية والاستثمارية وكذلك حركة التبادل التجاري استيراداً وتصديراً تأثرا بالتوترات السياسية والأجواء الملتهبة سواء في مصر أو في دول المنطقة العربية وهو ما فرض حالة من القلق والترقب علي جميع المتعاملين سواء مستثمرين أو مصدرين ومستوردين ومن ثم تراجع الطلب علي مختلف العملات. ورصد المتعاملون زيادة المعروض من العملات عن حجم الطلبات عليها بماء في ذلك الدولار، كما أن اليورو رغم تراجعه الكبير لم يشهد طلبات ملحوظة عليه من قبل المتعاملين. أكد عزت أبو زيد مدير عام شركة برنت للصرافة أن الهدوء والركود هو المسيطر علي حركة المعاملات بشركات الصرافات حيث إن الطلبات أقل من المعتاد، وأرجع السبب في ذلك إلي حالة الركود العام في مختلف الأنشطة الاستثمارية والتجارية بسبب الاضطرابات الأمنية والسياسية وفيما يخص الدولار قال أبو زيد إن الاتجاه العام لسعره اتجاها عرضياً ما بين الصعود المحدود والانخفاض الضئيل، وتميل حركة التعامل عليه إلي البيع حيث إن المعروض يغطي الطلبات وتتبقي فوائض لدي شركات الصرافة من العملة الأمريكية وأضاف أن حالة الشلل الاقتصادي طالت حتي مستوردي السلع الأساسية والغذائية وتراجعت حركة استيراد تلك السلع ومن ثم تراجع الطلب علي العملات الأجنبية. وأشار أبو زيد إلي أن حال الدولار هو نفسه حال اليورو حيث تراجعت حجم الطلبات عليه رغم انخفاض سعره نحو 40 قرشا خلال أسبوعين متأثرا باستمرار وتفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو وأكد أبو زيد علي أن حجم الطلبات علي اليورو لا يتجاوز 10% من الطلبات المعتادة عليه لاسيما مع خروج بعض المستثمرين وتوقف المضاربين عن الاتجار في العملة. مشيراً إلي أن الطلبات علي اليورو اقتصرت علي أصحاب الاعتمادات والالتزامات الخارجية السابقة التي حل أجلها. وتراجع الاسترليني نحو 10 قروش خلال الأيام الماضية متأثرا بالتقارير السلبية عن الاقتصاد البريطاني من حيث زيادة معدلات التضخم وتراجع معدلات النمو وانخفاض مؤشر المستهلكين، بالإضافة إلي تأثر الاسترليني بأزمة الديون السيادية باليونان والأزمات المالية التي تعصف بدول منطقة اليورو. وشهد الريال السعودي حالة من النشاط في الطلب عليه مع بدء موسم العمرات وإن كان الطلب عليه ليس كما هو معتاد ولم تتجاوز الطلبات علي الريال 20% من المعروض من العملة السعودية.