وصف المفكر الكبير السيد ياسين مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام الحراك السياسي الذي تمر به مصر الآن بأنه مرحلة انتقالية نحو تحقيق الديمقراطية، وبلهجة متفائلة، قال في حواره الخاص ل"الأسبوعي" ان بداية تحقيق النهضة المصرية مع بشائر العُرس الديمقراطي الذي شاهدناه لأول مرة في تاريخ الحياة السياسية المصرية بعد نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير، وإسقاط النظام القديم، وحل مجلسي الشعب والشوري، وإجراء التعديلات الدستورية، مشيراً إلي ان هذه المرحلة الانتقالية ستواجه مصاعب شديدة منها تغييرالثقافة السياسية للشعب والتي تحتاج إلي سنوات حتي ننتقل من النظام الدكتاتوري إلي النظام الديمقراطي، مطالبا القوي الشابة التي قادت هذه الثورة بأن تستطلع المشهد السياسي وتحاول إعداد نفسها وتتسلح بالخبرات وتكون أحزاباً تمارس من خلالها خلال الفترات القادمة حقها السياسي، منوها إلي ان هذه الثورة المجيدة لن يتم القضاء عليها، ولن تستطيع أي قوي علي الأرض أن تقف أمام نجاحها مدللاً علي ذلك بجميع المواقف العالمية والعربية التي أيدت هذه الثورة، و قيام الدول العربية المحيطة بنفس النهج المصري للتغيير، مضيفا أن السيناريوهات المتوقعة للدول العربية هو أنها ستسقط الأنظمة السلطوية لديها آملاً في الوصول إلي أنظمة ديموقراطية، موضحا أنه لن تسطيع أي دولة في المنطقة أن تنتزع الدور المصري المحوري، ولن تفرض أي دولة سيطرتها أو إملاءاتها علي مصر في الحاضر أو المستقبل.. وإلي تفاصيل الحوار: * سألته كيف تري المشهد المصري الآن بعد أن تحقق حيز من الديمقراطية للشعب عقب الاستفتاء علي التعديلات الدستورية مؤخرا؟ ** هناك خطة مرسومة ومُعدة، والتعديلات الدستورية التي دارحولها خلاف كبير بين الموافقين والمعارضين تم الاستفتاء لصالحها وكان هذا الاستفتاء عُرسا للديمقراطية، فلأول مرة يخرج المصريون للإستفتاء بهذه الأعداد الضخمة، فقبل الثورة المجيدة كنا نشكو من أن الناس لديهم لا مبالاة سياسية، فخرجت الأسر المصرية.. شيوخا ورجالا وسيدات وشبابا وفتيات في مظهر مُشرف للديمقراطية لمصر بعد الثورة، وظهرت النتيجة، فالموافقون علي التعديلات حصلوا علي الأغلبية، والمعارضون كانوا أقلية، وصدر مرسوم دستوري ليحدد العديد من الأمور وطبقاً للخطة المرسومة سلفا ستقام إنتخابات لمجلسي الشعب والشوري، ثم يليها انتخابات رئاسية. الانتقال الدقيق * هل ستظهر بالآفق مشكلة من جانب المعارضين علي التعديلات الدستورية؟ ** نعم ستظهر مشكلة من جانب المعارضين علي التعديلات الدستورية وهي أنهم سيقولون أنهم ليس لديهم وقت للاستعداد لتلك الانتخابات، والجانب الآخر وهو الأكثر استعدادا وتنظيما هم الإخوان المسلمون. والمنطق الصحيح هوأننا يجب أن نرتبط بهذه التحديدات، لأن المجلس الأعلي للقوات المسلحة حدد موعدا لترك السلطة للمدنيين، وبالتالي ينبغي علي جمع الأحزاب وقوي الثورة الشابة أن تنظم نفسها، وأن تترشح للإنتخابات حتي ولو كانت تلك الفترة لا تسمح بالاستعداد الكافي والكامل، ووفقا للخطة المطروحة أمامنا لابد أن ننتقل بشكل دقيق من مرحلة إلي مرحلة. * هل تري أن الانتقال من مرحلة الدكتاتورية إلي مرحلة الديموقراطية يمكن أن يتم بشكل سلس خلال المرحلة الانتقالية؟ ** الانتقال من مرحلة الدكتاتورية إلي الديمقراطية عملية بالغة التعقيد، وليست المسألة متعلقة بصناديق الانتخاب، أو بالانتخابات الدورية مهما كانت نزاهتها أو شفافيتها، فالعملية أعقد من ذلك فالعملية لها علاقة بالثقافة السياسية، وبالتخلف السياسي، التخلف الإجتماعي، بالأمية، والفقر وجميعها عوامل كانت تساعد بأن تكون الصورة أو المشهد السياسي الديمقراطي في مصر أن تشوبه عيوب جسيمة، خصوصا في مجال الإنتخابات التي كانت تجري في مناطق كثيرة في مصر مثل الصعيد وغيرها من المناطق حيث لعبت العصبيات دورها الأساسي، وإرادة الفرد لم يتح لها أن تعبر عن نفسها كما ينبغي بحرية وانطلاق. * وهل من وجهة نظرك ستطول مدة الانتقال من مرحلة الدكتاتورية إلي الديمقراطية؟