تمثل الصين اليوم وأكثر من أي وقت مضي جنة لمصنعي السيارات الذين يرون فيها فرص نمو واعدة لاسيما وأن السوق الصينية ابعد ما تكون عن بلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي. ماتياس مولر الرئيس التنفيذي لشركة بورش يقول في صحيفة الفاينانشال تايمز ان "الصين ستصبح السوق الأولي" للسيارات هذا العام في العالم. واعتبر ان الصين ستصبح في المستقبل السوق الأولي للعلامة التجارية المتخصصة في تصنيع السيارات الفخمة بورش أمام الولاياتالمتحدة. ورأت ريبيكا ليندلاند المحللة في مؤسسة "اي اتش اس جلوبال انسايت" أن الطاقة القابلة للاستثمار في الصين هائلة حيث سجلت أرقام مبيعات السيارات في الصين العام الماضي مستوي قياسيا بلغ 18.06 مليون سيارة. والعام الماضي كانت العلامات التجارية الصينية لا تزال تمثل 45.6% من السوق إلا أن المصنعين الأجانب يحققون اختراقا اكبر للسوق الصينية. وسجل المصنع الأجنبي الأول الأمريكي جنرال موتورز عام 2010 أرقام مبيعات في الصين بلغت 2.35 مليون سيارة اي بزيادة 28.8% عن العام 2009 وبما يفوق مستوي ال2.2 مليون سيارة التي باعتها المجموعة في الولاياتالمتحدة. وقال تيم لي المدير الدولي لجنرال موتورز إننا سنطلق طرازا جديدا للسيارات التي تتسع لأربعة ركاب في الصين بالتعاون مع شركة باوجون الشريك المحلي لجنرال موتورز في الصين. واضاف الطلب في الصين مرتفع للغاية. فيما تسعي كرايسلر اصغر مصنعي السيارات الأمريكيين من جهتها إلي أن تحتل علامته التجارية الشهيرة للسيارات الرباعية الدفع جيب حصتها من السوق الصينية. ومن المتوقع وصول شحنة أولي من سيارات جيب جراند شيروكي انطلقت من ديترويت قريبا في الصين. وقال الرئيس التنفيذي لعلامة جيب مايك مانلي إن "جيب تمثل إحدي اشهر العلامات في العالم. وشهرتها توازي شهرة كوكاكولا" وأشار إلي أن قيادة سيارة جيب في مناطق عدة من العالم دليل علي مكانة اجتماعية معينة. والعام الماضي ارتفعت مبيعات جيب بنسبة 10% في الصين وهو السوق الذي عادت إليه كرايسلر بمعاونة شريكها فيات. وفي فئة السيارات الفخمة تراهن بورش في المرحلة الأولي علي السيارات الضخمة الرباعية الدفع وخصوصا علي طرازي كايين وباناميرا لغزو السوق الصينية إلا أن حجم مبيعات هذه السيارات يبقي ضعيفا بالمقارنة مع مبيعات السيارات الرياضية. وأوضح مولر اننا نريد تحسين سوق السيارات الرياضية مشيرا إلي أن بورش تسعي إلي زيادة شبكة مبيعاتها بواقع ثلاثة أضعاف والحصول علي امتياز في الصين بحلول خمسة أعوام. وعلي الرغم من ان شركات تصنيع السيارات الألمانية لا تنوي تطوير أنواع محددة مخصصة للصين إلا انها تسعي إلي "تعليم" الأثرياء الصينيين كيفية التعرف علي السيارات الرياضية وتقدير ميزاتها. وعلي العكس من ذلك فإن أي شركة صينية لتصنيع السيارات لا تملك وجودا في الولاياتالمتحدة بحسب ريبيكا ليندلاند والتي أشارت إلي أن المصنع الصيني "بي واي دي" ارجأ دخول السيارة الكهربائية التي يصنعها من طراز ايه 6 إلي الولاياتالمتحدة حتي 2012 وذلك بسبب مشكلة في التصميم الداخلي لمقصورة القيادة التي قد تجعل الأمريكيين يحجمون عن شرائها.