تسود حالة من التفاؤل في الفترة الحالية حول أداء مؤشرات السوق وأسهمه وبالتحديد بنهاية العام الجاري وبدايات العام المقبل، حيث توقع المحللون والخبراء أن تواصل مؤشرات السوق تفوقها مع وجود إقبال شرائي أجنبي علي أسهم السوق الكبري خاصة بعد حالة التباطؤ التي سيطرت عليها في الفترة الماضية. واستند الخبراء في حالة التفاؤل التي تسود السوق إلي الخطط الاستثمارية التي تنفذها الشركات بجميع طوائفها مع بداية كل عام خاصة شركات الأوراق المالية وصناديق الاستثمار وإدارة المحافظ المالية. في البداية ذكر أحمد إسماعيل محلل مالي بشركة بريميير لتداول الأوراق المالية، أنه دائما في نهاية العام يغلب علي السوق طابع البيع من المؤسسات والبنوك لإغلاق بعض المراكز المالية السنوية، نظرا لطلب معظم العملاء الحصول علي الفوائد بالإضافة إلي قيام المؤسسات في بداية كل عام بوضع الخطط الاستثمارية الجديدة للبنوك الاستثمارية. بينما تزداد أحجام التداول في أواخر شهر ديسمبر بالإضافة لوجود حركة بيع قوية في نهاية العام. ثم نجد أنه مع بداية العام تتحسن الأسواق بصورة كبيرة نظرا لما يعرف بتأثير يناير وهو أن يتم الشراء في أخر يوم في السنة والبيع أول يوم في العام الجديد لتحقيق ربح. وهي استراتيجية متبعة في معظم أسواق العالم. ونصح إسماعيل المستثمرين في الوقت الحالي بأن يتركوا جزءاً من محفظتهم به سيولة لاصطياد أي فرصة جيدة، نظرا لوجود بعض الأسهم التي مازالت أسعارها متدنية للغاية ومع بداية العام الجديد يستطيع تحقيق ربح مضاربي مشروع. كما أنه خلال الأسبوعين القادمين قد تبرز فرص جيدة للشراء علي المدي القصير وبالنسبة للمستثمر طويل الاجل في حالة وجود أسهم قوية بمحفظته فعليه أن يحتفظ بجزء منها وتحويل الباقي إلي كاش. وتوقع أحمد سعدة رئيس قسم البحوث بشركة جراند انفستمنت لتداول الأوراق المالية أن المؤشر في اتجاه صعودي حتي نهاية السنة، وذلك لدخول سيولة جديدة بالسوق المصري. كما أنه بالنسبة للأسواق العالمية فتأثير يناير معروف بالسوق الأمريكي، وهي في حالة اغلاق السنة علي صعود فإنها تبدأ بصعود وهو ما حدث خلال العامين الماضيين. بالإضافة أن الأسواق العالمية بها مؤشرات جيدة، ولكن موجة الصعود القادمة قد تتبعها حركة تصحيح قوية. وطالب سعدة المستثمرين بعدم اليأس من الحركة العرضية والاحتفاظ بالأسهم لاحتمال أن حركة الصعود القادمة ستكون قوية وسريعة، وعدم المتاجرة قصيرة المدي. مشيرا إلي أن السوق يمر حاليا بفترة تجميعية ولكن معظم الأسهم بدأت تتحرك وتعطي مؤشرات إيجابية. مؤكدا سعدة أن الحركة العرضية الحالية بالسوق ونتيجة استمرار عدم الثقة بالسوق معترضا علي قول البعض بأن السبب هو تسييل بعض الصناديق لجزء من محافظها في نهاية السنة. ولكن ما يتم بالفعل هو قيام بعض الصناديق ببيع جزء من أسهمها لتوزيع الارباح، فهي تقيم علي أساس اغلاق الأسهم. وهي نسبة ضئيلة من الصناديق. ورأي عبدالرحمن لبيب رئيس قسم التحليل الفني بشركة الأهرام لتداول الأوراق المالية، أن الأسواق ستشهد موجة صعود قوية حتي منتصف يناير وهو ما يطلق عليه "سنتا كروز رالي". موجها المستثمرين للاحتفاظ بالأسهم ووضع نقاط لحماية الأرباح في حالة كسر الخسائر مشيرا إلي أن أداء الأسهم الصغيرة سيكون أفضل من الأسهم الكبري. واتفق معهم في الرأي مصطفي نمرة الاستشاري الفني بشركة تايكون للوساطة في الأوراق المالية، بأنه جرت العادة بحدوث شراء قوي في أواخر العام. ولكن أكد نمرة بأنه في الأساس متوقف علي حالة السوق، لأنه لا يوجد شيء علمي للتوقع بعد الاتجاه العرضي. لذلك ففي حالة كسر الحد العلوي للمؤشر نكمل الاتجاه الصعودي. كما أنه في حالة الاحتفاظ بأسهم قوية وتكسر نقاط المقاومة لابد من الاحتفاظ بها لأن الحركة السعرية للأسهم هي أكثر الأشياء صدقا.