في عيدها الوطني الأربعين اكتست سلطنة عُمان حلة جديدة زاخرة بالايجابيات التي حققتها علي مدي السنوات الماضية منذ سنة 1970 مع تولي جلالة السلطان قابوس الحكم، يشهد علي هذا ما حققته من انجازات ملموسة خاصة ما يتعلق منها بالحياة اليومية للشعب وزيادة المستوي المعيشي وبناء مؤسسات مهمة فاعلة أرست سلطنة عمان العصرية. ** الإنسان والتنمية تحتل عُمان اليوم مرتبة عالية في مجال التنمية ولا أدل علي ذلك من تقرير التنمية البشرية الذي صدر مؤخرا عن الأممالمتحدة والذي أشاد بسياسة السلطنة وصنفها علي أنها الأولي عالميا بين الدول في مجال تحقيق أسرع تنمية في الموارد البشرية، ويأتي هذا كدليل جازم علي اهتمام السلطان "قابوس" بالإنسان العماني الذي يعتبر أغلي ثروات الوطن من خلال حرصه علي النهوض بهذه الثروة والنهوض بقدراتها حتي تستطيع تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، ولقد حققت عمان بالفعل الكثير في مجال التنمية خلال وقت قياسي عبر برنامج الخطط الخمسية التي أضافت الكثير من التطوير في شتي المرافق. ** معادلة الحوار والاستقرار لم يقتصر نجاح سلطنة عمان علي الداخل فقط بل تعداه إلي الخارج حيث تتمتع باحترام كبير علي المسرح العالمي نظرا لما تتبناه من سياسة معتدلة سواء علي مستوي الاقليمي أو الدولي والتي تعتمد علي الحوار واحترام الغير، وأنعكس هذا بالايجاب علي دورها الذي بات ينمو بشكل لافت في الأممالمتحدة حيث تقوم بدور بارز ونشط فيما يخص القرارات التي تسهم في ايجاد حلول للإنسانية، كما تشارك بفاعلية في حل الكثير في الملفات العالقة علي المسرح الدولي خاصة بالنسبة لمشكلة الشرق الأوسط التي تراوح مكانها منذ عقود، ولقد اتسمت سياسة عمان بالاعتدال الذي رسخ مصداقيتها في المحافل الدولية وعزز دورها في المحافظة علي الأمن والاستقرار في المنطقة، ولعل أهم المرتكزات التي تعتمد عليها وسط الأحداث الدولية هو التوافق والبحث عبر الحوار والتفاهم لتسوية أي مشكلة عالقة، أما علاقاتها مع الدول فترتكز علي أسس ومعايير راسخة، الأمر الذي ساعد علي انسيابية التعامل مع الجيمع في كل المجالات. ** دبلوماسية النار الهادئة ان أكبر ملمح يبهر الزائر لسلطنة عمان هو ايجاد التسامح والمروءة والشهامة للإنسان العماني، وكذلك الانجازات الكبري التي تحققت خلال الأربعين عاما الماضية تحت القيادة الحكيمة للسلطان "قابوس"، حيث تحققت نهضة كبري وطفرة تنموية عكست تقدما وأزدهارا في جميع المجالات، وبالتالي غدت عمان من خلال آدائها المميز صورة حضارية للتعامل مع العالم ترتكز علي الاعتدال والسلام، والسلطنة تمتاز بمقومات عديدة تفتقر اليها دول أخري كالأمن والاستقرار والهدوء والنظافة، فضلا عن الشخصية العمانية المتمسكة بإرثها وتقاليدها، ساعد علي ذلك سمات رائعة تتميز بها شخصية الإنسان العماني يتصدرها الهدوء والثقة بالنفس، بالإضافة إلي أداء القيادة من خلال دبلوماسية حكيمة استطاعت في ظلها المحافظة علي استقرار الدولة ونظامها السياسي، واستطاعت استيعاب جميع المتغيرات في إطار من العقلانية السياسية الرشيدة في منطقة تعرضت لعواصف جامحة وحروب لسنوات طويلة، ولا شك أن الدبلوماسية الحكيمة التي اتبعتها عمان مكنتها من تقييم المواقف علي نار هادئة أمنت بواسطتها النجاة من الوقوع في فخ رعونة القرار أو مسايرة قرارات الدول الأخري المنضوية معها في المنطقة، لهذا كانت لها شخصيتها الاعتبارية وقراراتها التي تميزت بالاستقلالية وبعد النظر الأمر الذي جعلها تحتفظ بعلاقات طيبة مع الجميع قائمة علي السلام والحوار. ** إنجازات أهلتها للأولوية تظل "عمان" حريصة علي نهج الدبلوماسية الراقية التي تشيد من خلالها جسور التفاهم والتدخل لحل الملفات الساخنة من خلال تحقيق السلام، وتظل في الوقت نفسه حريصة علي تحقيق الكثير من الانجازات في الداخل والتي استطاعت بفضلها أن تصبح في قلب العصر الحديث من خلال علوم ونهضة تكنولوجية وأنظمة تعليم متطورة،