كشفت التقارير الاقتصادية الدولية عن أن البلاتين بدأ يهدد عرش الذهب في الأسواق العالمية، والذي طالما تربع علي عرش المعادن النفيسة طيلة عصور، وكان بمثابة العملة التي وحدت دول العالم . . فقد بدأت موضة مجوهرات البلاتين التي عرفها القرن الماضي تهب برياحها من الولاياتالمتحدةالأمريكية، مرورا بأوروبا، ووصولا إلي الدول العربية وعلي الرغم من أن قيمة الذهب الأصفر جعلته وسيلة التعامل الآمنة بين التجار ورجال الأعمال فإن قانون السوق جاء ليطبق معادلة "الغاية تبرر الوسيلة"، فجاء البلاتين ليتفوق علي الذهب ويصبح المعدن الأكثر تماشيا مع الأحجار الكريمة خاصة الألماس، والأكثر استعمالا في المجوهرات الفاخرة، والخلائط المعدنية المستخدمة في الصناعات الطبية وصناعة السيارات وصناعات التكنولوجيا . وذكرت وكالة أنباء "شينخوا" في تقرير لها أن الصين أكبر مستهلك لهذا المعدن النفيس في العالم حيث يشكل استهلاكها السنوي أكثر من نصف الإجمالي العالمي بسبب انخفاض إنتاجها، يضاف إلي ذلك السياسات التي انتهجتها الصين لتشجيع استيراد البلاتين وأيضا التطور المتسارع لشركات التكنولوجيا العالي . وفي السياق ذاته، يتوقع الخبراء ارتفاع أسعار الذهب والبلاتين بسبب نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب إفريقيا خلال الفترة من 11 يونية الحالي حتي 11 يولية المقبل . ومن جهته ذكر خبير المواد الخام في مصرف بادن فورتمبرج الألماني تورستن بوتيل أن الإمكانيات المحدودة للإمداد بالتيار الكهربائي في جنوب إفريقيا ستدفع الحكومة الي قطع التيار عن الشعب والصناعة لتوفيرها للملاعب والفنادق مما سيؤدي إلي توقف مصانع ومناجم كثيرة عن العمل . وأوضح الخبير الألماني ان جنوب افريقيا مارست هذه الطريقة من قبل وليس من الصعب تكرارها في حال تعطل بعض محطات توليد الكهرباء أثناء المونديال وفي ظل الصعوبات الجغرافية لإمداد البلاد بالتيار من الخارج، وأشار بوتيل الي ان قطع التيار الكهربي عن المناجم سيصيبها بالشلل الكامل نظرا لاعتمادها علي التيار في التهوية والمصاعد، وتوقع ان يتوقف انتاج الذهب والبلاتين في المناجم بجنوب افريقيا مع تراجع المعروض عالميا وارتفاع الطلب مما سيسفر عن ارتفاع في الأسعار، واستبعد بوتيل ان ترتفع اسعار الذهب بشكل كبير وأرجع ذلك الي انتاج جنوب افريقيا من الذهب لا يتجاوز ال 10% من الانتاج العالمي، وأضاف ان جنوب افريقيا تستحوذ في المقابل علي نسبة تتراوح ما بين 70 و80% من اجمالي الانتاج العالمي من البلاتين وهو أمر يعني ارتفاع السعر بشكل كبير في حال توقف الانتاج هناك . وقال برنار لوريول المدير التنفيذي للشركة السويسرية "بست أسيت كلاس" خلال "يوم البلاتين" الذي نظمته الشركة في دبي وأبوظبي أواخر الشهر الماضي: عرف البلاتين طريقه الي سوق المجوهرات في القرن العشرين عندما تراجع الطلب العالمي علي الألماس حيث بادر العديد من الشركات العالمية الي البحث عن سبل بديلة من اجل الترويج للحجر الألماسي وطرحه بصيغة جديدة تسرق الاضواء وتسترجع بريق تجارته، فكان الحل الأمثل هو البلاتين الذي زاد من الطلب علي هذا المعدن لتكون هذه الخطوة بداية خروجه من نطاقه الضيق كمعدن وانتشاره علي نطاق أوسع خاصة بين صفوف الشابات الباحثات عن الأناقة البيضاء . وأضاف لوريول: كشف مؤتمر بست أسيت بلاتينيوم دي عن النتائج التي حققها قطاع البلاتين حتي الربع الثالث من 2008 حيث عرف القطاع دخول استثمارات مهمة حتي شهر يونية 2007 ولقد ألقي المؤتمر الضوء علي النتائج التي حققتها 3 شركات مشاركة من اصل ،7 والتي وصلت ارباحها الي 40% وهذه الشركات هي "أفروييور" و"ان كي وي بلاتينيوم" و"جوبيلي بلاتينيوم" . وعن المتغيرات التي عرفها القطاع قال: انطلاقا مما نلاحظه ومن تصريحات رالف هوفنستين المدير التنفيذي لشركة أنجلو بلاتينيوم وهي اول منتج للبلاتين في العالم بحصة 40% من الانتاج العالمي فإن الطلب علي هذا المعدن النفيس والنادر آخذ في الارتفاع بشكل قوي ويعد ارتفاع درجة حرارة الكوكب وانبعاث ثاني اكسيد الكربون من العوامل التي سترفع معدل الاستهلاك العالمي للبلاتين وكذلك هناك الاجراءات التي اتخذتها اوروبا مؤخرا نحو منتجي السيارات . يضاف الي ذلك ولاية كاليفورنيا التي سنت قوانين مماثلة كما يجب الا نستبعد ردة فعل الجانب الصيني وكل هذا يعني بلغة الارقام 000 .500 أونصة من البلاتين الاضافي للولايات المتحدة وحدها في السنة المقبلة، كما يعني زيادة 7