استمر الارتفاع في أسعار السلع الغذائية مع بداية شهر فبراير خاصة البروتينات، وقد بدأت موجة الارتفاع بالدواجن والبيض ثم تلاها ارتفاع في أسعار اللحوم والاسماك، حيث يتراوح سعر الكندوز في القري والمحافظات بين 42 و44 جنيها للكيلو، وفي القاهرة الكبري تبدأ أسعار الكندوز من 56 جنيها للكيلو حتي تصل إلي 86 جنيها للبتلو والقطع الممتازة في سلاسل المحلات الشهيرة. أما الأسماك فقد وصل سعر كيلو البلطي إلي 18 جنيها والبوري إلي 29 جنيها والفيليه إلي 58 جنيها للكيلو.. حتي الأرانب وصل سعر الكيلو منها إلي 39 جنيها في محال السوبر ماركت الكبري وفي محال الدواجن إلي 25 جنيها للكيلو، فهل ارتفاع الأسعار نتيجة لزيادة الطلب وقلة المعروض أم لارتفاع تكلفة الإنتاج كما يبرره التجار؟ أم هو انعكاس لانفلات في الاسواق أمام نقص الرقابة ورغبة التجار في تحقيق أعلي ربح ممكن؟ المهندس جمال سعد بشاي مدير مصنع حورس لصناعة الأعلاف بأسيوط ينفي ارتفاع أسعار العلف منذ فترة 6 شهور كاملة، ويتراوح سعر الطن بين 800 و1000 جنيه بحسب الجودة، أي متوسط سعر الكيلو 10 جنيهات، وأسعار الذرة عالميا لم تتجاوز 1300 1320 جنيها للطن، وفول الصويا الذي يدخل في تصنيع العلف يوفر البروتين في العلف بنسبة 44%، ويتراوح سعره من 2600 3000 جنيه للطن وحتي لو تحركت الاسعار العالمية بنسبة ضئيلة فمن المفترض ألا يؤثر علي سعر المنتج النهائي الآن كما يقول بشاي ويضيف: "المصنع لديه مخزون للتصنيع.. ولم يتأثر بالزيادة الطفيفة في أسعار بعض المنتجات العالمية من الاعلافش.. مستدركا: "أسعار الحبوب العالمية لا تميل في الوقت الحالي للارتفاع". ويعدد بدائل للصويا مرتفعة السعر، وذلك باستخدام كسب القطن ويصل سعر الطن منه إلي 1700 جنيه، وإن كان مكونه منخفض البروتين بالمقارنة بالصويا، فهو يعطي بروتينا بنسبة 26% فقط، أما كسب عباد الشمس فهو نوعان: الأول منخفض البروتين ويوفر بروتينا في العلف بنسبة 26%، والثاني عالي البروتين ويوفر بروتينا في العلف بنسبة 36%، وسعر الطن 1200 جنيه وجميعها مكونات محلية. وفي اعتقاد المهندس بشاي فإن ارتفاع أسعار اللحوم يعود إلي قلة المعروض وارتفاع أسعار البدائل من طيور وأسماك. عبده عثمان نائب رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية ينفي أي ارتفاع في أسعار الأسماك ويؤكد أنها مستقرة منذ فترة فأسعار الجملة في سوق العبور بالنسبة للسمك البلطي البلدي تتراوح بين 8 و12 جنيها بحسب الحجم، والبلطي إنتاج بحيرة ناصر سعره من 5 8 جنيهات، والبوري بين 15و23 جنيها بحسب الحجم، أما سعر كيلو فيليه قشر البياض جملة 50 جنيها، فكيلو السمك "بحسب تعبيره" يرمي نصف كيلو فيليه فقط، بالاضافة إلي أن سوق العبور "تحول إلي جمرك" ويضطر التاجر إلي دفع رسوم و"اتاوات" علي السمك الداخل والخارج منه، وبحساب تكلفة النقل والكهرباء والعمالة وضرائب المحل نجد التاجر محملا بأعباء كثيرة، ولذا يصل السمك للمستهلك بسعر مرتفع، لا يعكس حقيقة سعر المنتج وإنما بعد تحميل الخدمات عليه. أما أسماك الباسا فسعرها مناسب ويتراوح بين 10 و12 جنيها للكيلو وتباع لجميع الفنادق الكبري ولم يثبت ضررها علي الصحة كما أشاع البعض، ويتوقع عثمان انخفاض أسعار السمك مع قدوم الصيف حيث يزداد إنتاج المزارع السمكية. مزارع الأرانب وفي الوقت الذي ترتفع فيه أسعار تلك البروتينات التقليدية فإن المستهلك يسعي إلي البحث عن بدائل مثل الأرانب، غير أن أسعارها مرتفعة هي الأخري ويؤكد المهندس حمدي علي حسن صاحب مزرعة أرانب أن سعر كيلو الأرانب تسليم المزرعة 17 جنيها فتكلفة تربيته مرتفعة، فقد رفعت مصانع علف الأرانب السعر من 1800 جنيه للطن إلي 2000 جنيه للطن، بالاضافة إلي أن الحكومة تحارب مزارع الأرانب علي حد قوله فأسعار الكهرباء والماء والضرائب علي المزارع مرتفعة، وكذلك يصل ايجار المزرعة التي تحتوي علي 500 من أمهات الأرانب إلي 12 ألف جنيه ويشير إلي أن السعر الذي يصل إلي المستهلك مبالغ فيه، بسبب غياب رقابة الدولة علي الاسواق، وضعف جمعيات حماية المستهلك. ويشكو المهندس حمدي من تزايد عمليات النصب تحت مسمي بيع بطاريات أرانب كمشروع استثماري لغير ذوي الخبرة من المربين، بعد اغرائهم بامكانية إقامة مزرعة بمبلغ 100 ألف جنيه لتحقيق مكسب لا يقل عن نصف مليون جنيه سنويا، وهو عائد شبه مستحيل في الواقع، كما يبيعون لهم سلالات أمهات غير مناسبة بالاضافة إلي انتشار مصانع الأعلاف غير المرخصة التي تبيع أعلافا سيئة تضر بالحيوان، والأدوية المضروبة التي تؤدي إلي نفوق عدد كبير من الأرانب وخسارة المستثمر، مما دفع عددا كبيرا منهم للخروج من السوق، بالاضافة إلي مبالغة التجار في الربح حيث يبيعون الأرانب للمستهلك بسعر يتراوح بين 25 و27 جنيها للكيلو وهو سعر مبالغ فيه جدا.