توقعت دراسة حديثة أن تطوير طرق الري في الأراضي الزراعية القديمة سيؤدي إلي توفير 25% من كمية المياه المستخدمة في الري بالغمر والتي تقدر بحوالي 45 مليار متر مكعب سنويا تمثل نحو 82% من الرصيد السنوي لمياه النيل المتاحة سنويا. واقترحت الدراسة التي أعدها الدكتور أيمن أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي علي الحكومة توفير التمويل اللازم لبدء مشروع التطوير والذي قدرته بحوالي 8.05 مليار جنيه وهو يمثل تكلفة تطوير الري ل 500 ألف فدان في السنة الأولي واستصلاح 150 ألف فدان، وتسدد هذه التكلفة من عائد بيع الأراضي المستصلحة بما فيها التكلفة التي سوف يتحملها الفلاح. وأوضحت الدراسة أن تنفيذ مشروع التطوير ل 5 ملايين فدان في الوادي والدلتا بمعدل 500 ألف فدان سنويا لمدة 10 سنوات يحتاج إلي 80.5 مليار جنيه منها 58 مليار جنيه لتطوير الري الحقلي و22.50 مليار جنيه لاستصلاح الأراضي، مؤكدة ان المشروع يسهم في زيادة الدخل القومي الزراعي بنسبة 20% سنويا حوالي 4 مليارات جنيه سنويا ويؤدي لزيادة دخل المزارع للفدان سنويا بحوالي 800 جنيه وتوفير 13.5 مليار متر مكعب من مياه الري سنويا وتشغيل حوالي 9 ملايين عامل خلال عمر المشروع البالغ 20 عاما. وأكدت الدراسة ان الحكومة تخطط لاحلال الري بالتنقيط بدلاً من السطحي في ري الحدائق في الدلتا والوادي والتي تزيد مساهمتها علي 0.5 مليون فدان وهو ما سيوفر 0.75 مليار متر مكعب من المياه سنويا. واشارت الدراسة إلي أن اجمالي كمية مياه الري التي يمكن توفيرها بعد التطوير تبلغ 3166.3 مليون متر مكعب من 6 محاصيل فقط هي القمح والبرسيم والفول البلدي والقطن والارز والذرة الشامية من مساحة محصولية تقدر بحوالي 8.7 مليون فدان حيث تبلغ كمية الوفر المائي المتوقعة من محصول القمح حوالي 909.7 مليون متر مكعب، أما البرسيم 335.65 مليون متر مكعب. وكشفت الدراسة عن ان محصول البنجر الأكثر استجابة للتطوير حيث اعطي زيادة في الانتاج بعد التطوير بلغت 24% بينما القمح كان أقل المحاصيل استجابة بعد التطوير حيث بلغت نسبة الزيادة 5% في انتاجية الفدان، مشيرا إلي ان اجمالي التكاليف لتطوير الفدان تبلغ نحو 12.5 ألف جنيه. كما طالبت الدراسة بالتوسع في زراعة بنجر السكر خاصة في محافظات الصعيد كمحصول بديل لانتاج السكر لأنه اقل استهلاكا لمياه الري مقارنة بقصب السكر حيث ان انتاج طن واحد من السكر من محصول القصب يلزمه كمية من المياه توازي أربعة اضعاف تلك المطلوبة لنفس الإنتاج من بنجر السكر وضرورة الاتجاه إلي الزراعة علي مصاطب لتوفير 18% من الاحتياجات المائية وتنفيذ طريقة ري الخطوط بالتبادل حيث تعتبر من أنسب الطرق الرخيصة للحفاظ علي مياه الري وتعمل علي توفير 50% من مياه الري وتحديد المساحة المزروعة بالارز بما لا يزيد علي مليون فدان مع الاتجاه الي زراعة الأصناف قصيرة العمر وعالية الانتاجية ذات الاحتياجات المائية القليلة مثل أصناف الأرز التي تتراوح أعمارها ما بين 120 و 125 يوما حيث يحتاج الفدان إلي 7500 متر مكعب وبالتالي فإن استخدام هذه الاصناف سيعمل علي توفير ما يقرب من 3 مليارات متر مكعب من المياه يمكن استخدامها في ري محاصيل اخري مع التوسع في اعادة استخدام مياه الصرف الزراعي وزيادة التعاون الدولي والاستثمار في مجال الزراعة مع السودان وبعض الدول الافريقية خاصة دول حوض النيل واقترحت الدراسة استصلاح أراض جديدة بمساحة 3 ملايين فدان بمعدل 150 ألف فدان سنويا لمدة 20 سنة حيث تبلغ تكلفة استصلاح الفدان 15 ألف جنيه وتكلفة تطوير الري الحقلي للفدان 11.6 ألف جنيه ويتم بيعه بحوالي 45 ألف جنيه.