عالم الدين السعودي محمد العريفي تسبب في أزمة جديدة بين العراق والسعودية. فبعض علماء الدين في المملكة العربية السعودية مازالوا يرفضون المذهب الشيعي ويدينون أتباعه. ومن هؤلاء العالم العريفي الذي وقف في خطبة للجمعة بمسجد بالرياض وتهكم علي المذهب الشيعي والمرجعية الدينية العراقية آية الله علي السيد السيستاني ووصفه ب "الزنديق"..! ولم تمر الخطبة مرور الكرام، إذ انبري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي علي الفور للرد عليها بشدة، متهما المؤسسة الدينية السعودية بأن بعض علمائها يرتكبون تجاوزات بشكل دائم واصفا إياها بأنها تحمل فكرا تكفيريا حاقدا عدائيا. ولم يقف نوري المالكي عند حد اتهام المؤسسة الدينية السعودية فقط وإنما تجاوز ذلك إلي انتقاد الحكومة السعودية أيضا قائلا إنها تتحمل قسطا من المسئولية ويجب عليها أن ترد علي الذين يكفرون ويثيرون الفتن. والواقع أن هذه ليست المرة الأولي التي يشن فيها بعض خطباء المساجد بالسعودية هجوما علي الرموز الدينية والمرجعية الشيعية، كما أن هذا الهجوم يعكس خطابا إسلاميا تحريضيا يحمل في مضمونه أبعادا طائفية وعنصرية ويثير مشاعر أكثر من 300 مليون مسلم شيعي في العالم. ولم تصدر من السعودية تعليقات كثيرة حول هذا الموضوع، ولم يبادر الشيخ العريفي إلي الاعتذار وتوضيح موقفه، كما أنه لا يوجد ما يشير إلي نية الحكومة السعودية في اتخاذ أي إجراء ضده بمنعه من الخطابة أو محاكمته بتهمة المس بالوحدة الوطنية في السعودية حيث طالبت بذلك جمعية حقوق الإنسان أولا، وهي جمعية حقوقية سعودية تدافع عن الشيعة بالمملكة. ولكن هذا الموقف السعودي لا يستدعي التصعيد المتزايد من الجانب العراقي وإصدار البيانات الحماسية كما خرج عن مجلس النواب العراقي، إذ إن من صالح العراق حاليا أن يكون هناك تقارب بينه وبين السعودية لأن هذا التقارب سيكون مفيدا في مساعدة العراق علي السيطرة علي الأوضاع الأمنية في الداخل. والأهم من ذلك أن السلطات العراقية علي دراية بأن ما يقوله علماء الدين في المملكة لا يعكس بالضرورة موقف الحكومة السعودية التي تجد صعوبة بالغة في ضبط هؤلاء العلماء، وتعاني كثيرا منهم أيضا، فهم من أسباب زيادة مساحة التطرف داخل المملكة.. وهم يعتقدون أنهم دولة داخل دولة.. وهذه هي المشكلة..! [email protected]