رسالة الأراضي المقدسة طاهر يونس: انتهي أطول موسم للحج بسلام بعد ان تعرض للتشكيك في تنفيذه بسبب المخاوف من تداعيات انتشار مرض انفلونزا الخنازير.. دون اي حالات اصابة او اشتباه بوباء طبقا لتقارير وزارة الصحة التي تواجدت وانتشرت بعثتها في جميع اماكن المشاعر المقدسة لمتابعة احوال الحجاج المصريين اثناء تأديتهم الفريضة .. الا ان المثير في الامر هو وفاة اكثر من 20 حالة من المصريين بأمراض مزمنة حسب تقارير الدكتور اسامة الجميل رئيس بعثة وزارة الصحة رغم ان هؤلاء الحجاج حصلوا علي شهادات صحية معتمدة من وزارة الصحة تفيد بخلوهم من الامراض المزمنة.. مما يؤكد ان الحصول علي هذه الشهادات من المستشفيات التي اعتمدتها وزارة الصحة كان متاحا للجميع سواء للشخص السليم اوالمريض ايضا وربما تحولت هذه الشهادة الي سبوبة في يد البعض الضاربين بتحذيرات وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي عرض الحائط.. الا ان مشكلات الحج لم تتوقف هناك لأسباب كثيرة نعرضها في هذا التقرير . كشفت المؤشرات أن السلبيات في كل عام هي نفسها التي تتكرر دون وجود أية دلائل علي استفادة الحكومة المصرية من التقرير الشامل الذي يعد لتدارك اخطاء العام الذي سبقه. فهل توضع هذه التقارير في الادراج فقط ام يتم بحثها باستفاضة لتلافيها في الأعوام المقبلة؟ وكذلك هل تكون رئاسة البعثة تكليفا ام تشريفا؟ بمعني ان الوزير المكلف برئاسة البعثة هل هي فرصة لتأدية الفريضة ام لاعداد تقرير عن الحجاج المصريين بالايجابيات والسلبيات. تراوحت معظم السلبيات ما بين مشاكل في الاقامة والاعاشة في كل من مني وعرفات وهي مشاكل متكررة تحدث كل عام في بعض البعثات دون ادني استفادة من اخطاء العام الذي سبقه . وطبقا لما قاله بعض الحجاج فان هذه المشاكل هي نفسها المتكررة كل عام والتي نسمع عنها قبل ان تأتي لاداء الفريضة، وربما كانت أخف وطأة علي الحجاج هذا العام في يوم عرفة. فطبقا لما قالوه انه يوم مبارك من الممكن ان نقضيه دون الحاجة إلي خدماتهم بدليل ان حجاج التأشيرات الفردية في عرفة بالذات يقضون يوما هو حقيقة أفضل حالا من الحجاج الذين يقيمون في خيام مكيفة فلهم حرية الحركة سواء في الذهاب إلي جبل الرحمة أو الصلاة في مسجد نمرة وايضا حرية المأكل والمشرب لكن رغم ذلك فقد تحاملوا علي أنفسهم في عرفة، لكنهم لم يستطيعوا تحمل هذا الامر في مني علي اعتبار ان مني هي منطقة اقامة يقيم فيها الحاج لفترة قد تمتد الي ثلاثة ايام متواصلة عانوا فيها سوء الاقامة والخدمات لذلك لم يكن غريبا ان تتناقل وسائل الاعلام العربية والاجنبية سوء حال بعض الحجاج المصريين في مني . سوء الوجبات لكن الاخطر من ذلك ان الدكتور علي المصيلحي رئيس البعثة وهو وزير التضامن هو نفسه المسئول مباشرة عن حج الجمعيات الاهلية باعتبارها ضمن اختصاصات وزارته وربما تكون هذه هي المرة الاولي التي يتولي وزير رئاسة البعثة الرسمية رغم وجود بعثة وزارته ضمن البعثات النوعية اي انه القاضي وربما المتهم في نفس الوقت . وكان أمرا طبيعيا ألا توجد اية مشكلات او احتجاجات في بعثة وزارة التضامن .. ولكن في حقيقة الامر كشفه قرار رئيس مؤسسة الحج والعمرة بوزارة التضامن محمد توفيق والخاص بصرف بدل نقدي للحجاج يصل الي 25 ريالا بسبب سوء الوجبات الغذائية في مشعر مني وتقديم شكوي رسمية لمؤسسة الطوافة السعودية المسئولة عن هذه الخدمات . والسؤال الان: هل يتضمن تقرير المصيلحي ادانته للجمعيات الاهلية "لنفسه" باعتباره المسئول المباشر عن هذه الجمعيات التي تخضع لإشراف ورقابة وزارته . ومن خلال متابعات بعض المسئولين في البعثات النوعية تبين ان سبب تكرار هذه المشاكل سنويا يرجع اساسا الي عدم وجود الكوادر المدربة وصاحبة الخبرة في هذا المجال حيث اعتادت البعثات النوعية فيما عدا بعثة الحج السياحي علي تغيير المسئولين والمشرفين فيها حتي اصبحت تتعامل سنويا مع أعضاء البعثة وكأنها فرصة لمن لم يحج ان يؤدي الفريضة.