منذ الستينيات حتي هذه الايام تواصل الهند تقديم هديتها للكوادر المصرية من خلال برامج التدريب التي يقدمها برنامجها الخاص بالتعاون الفني والاقتصادي الذي يحمل اسم "ايتك".. رصدت العالم اليوم "الاسبوعي" هذا البرنامج وتحاول ان تنقل صورة متكاملة سواء للبرنامج نفسه أو لمدي الاستفادة التي حصل عليها المتدربون المصريون من المشاركة فيه طوال السنوات الماضية. وقد بدأ برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي "أتيك" منذ عام 1964 لخدمة المنطقة العربية والافريقية والدول النامية بشكل عام من شرق أوروبا إلي امريكا اللاتينية ووصل عدد الدول التي تستفيد منه حاليا إلي نحو 154 دولة، وهذا البرنامج الهندي الهدف منه هو التدريب، واقامة المشروعات والانشطة مثل الخدمات الاستشارية ودراسات الجدوي وتفويض الخبراء وارسالهم للخارج وجولات الدراسة.. يأتي هذا البرنامج من خلال التعاون بين وزارة الدولة للتنمية الادارية ودولة الهند ممثلة في سفارتها بالقاهرة لاختيار مجموعة من الشباب من الصف الثاني والثالث للتدريب كل في مجال عمله سواء البرامج العسكرية أو التخصصية منها المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، والصناعات الصغيرة والاعمال المصرفية، والدبلوماسية والادارة وتكنولوجيا الطب الحيوي والعديد من المجالات التي تحتاج إلي دورات حديثة وتقنية من خلال التعاون بين البلدين مصر والهند، وهذا يأتي من جانب ما تتمتع به الهند من خبرات في هذه المجالات، وباعتبارها دولة من الدول النامية وتسعي للتقدم لذلك فإنها تتبني التركيز علي الدول النامية في آسيا وافريقيا إسهاما منها في هذا البرنامج الذي استمبر اكثر من 45 عاما حتي الآن. وكما يوضح عاطف عبدالرؤوف فقد سافر إلي الهند للحصول علي دورة تدريبية بمشاركة العديد من الدول مثل أمريكا، وألمانيا، وفرنسا، ومنها الهند باعتبارها من الدول المتقدمة.. وعن الاستفادة من هذه الدورة يشير عاطف عبدالرؤوف إلي ان نظام التعليم في الهند يختلف عن التعليم في مصر، حيث انه يعتمد علي البحث بالدرجة الاولي، إذ يتم تناول موضوع معين ويقوم المتدرب بالبحث عنه بالوسائل المختلفة، وحينما يحصل المتدرب علي المعلومات الكاملة عن الموضوع يبدأ مناقشتها مع المسئولين بخلاف ما يحدث في مصر حيث يعتبر التعليم هنا تعليما متلقيا للمعلومة وليس عن طريق البحث، مضيفا ان التعليم هناك ليس به أي عائق مادام ان المتدرب يجيد التحدث باللغة الانجليزية. ويضيف عاطف انه لم يشعر طوال المدة التي قضاها بالهند بأي اختلاف بين الطباع المصرية والهندية، فالدولتان متشابهتان في طريقة الحوار وأحوال المعيشة، كما ان العلاقات بين الهنود وبعضهم البعض تشبه العلاقة بين المصريين، فأنت تعيش هناك كأنك تعيش في مصر، الهندي ليس به أي اختلاف عن المجتمع المصري. وبسؤاله عن هل هناك تقدم ملحوظ بالنسبة للهند عن مصر في مجال التدريب والدراسة، أشار عاطف إلي انه لم يشعر بوجود طفرة كبيرة في ناحية التقدم عن مصر، ولكن الهند في طريقها لتحقيق ذلك بسبب الدراسة والبحوث المتقدمة، نتيجة للتقدم التكنولوجي الكبير الذي وصلت إليه. تكنولوجيا المعلومات أما سحر عبدالعزيز إحدي الحاصلات علي الدورة التدريبية مؤخرا من الهند وتعمل في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، فتقول إنها سافرت عن طريق الخارجية الهندية واستفادت من هذه الدورة علي المستوي الفني، والثقافي كما انها اكتسبت الخبرة في مجال المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات بشكل كبير جدا، إلي جانب انها تعرفت أماكن مختلفة لها اسلوب مختلف في المعيشة والحياة الثفاقية، مشيرة إلي ان الشرط الوحيد للسفر كان اتقان اللغة في مجال عملها لأن الدراسة كانت هناك بالكامل باللغة الانجليزية، وبعد عودتها قامت بتطبيق ما درسته في مجال عملها في قطاع المعلومات وفقا للنظم الحديثة التي درستها في هذه الدورة، ثم ترأست في عملها بالقاهرة المجموعة التي كانت موجودة بها لتقوم بتدريب زملائها. العلاقات العامة أما زميلها في المركز صلاح الدين محمد فيقول إنه أجري مقابلة مع سفير الهند في مصر من اجل السفر إلي الهند خلال الاسابيع القادمة للتدريب علي بعض الانشطة المتعلقة بالعلاقات العامة والتعرف علي الانظمة الحديثة في هذا الاطار، لافتا إلي ان الدورة مدتها 3 أسابيع والنفقات بالكامل علي دولة الهند. الأجور والمشتريات ويستعد محمد محمود من وزارة القوي العاملة والتدريب بقطاع الاجور والمشتريات للسفر إلي الهند بعد ترشيحه من القطاع الذي يعمل به في وزارة القوي العاملة والتدريب من اجل التعرف علي الجديد في مجال أبحاث الاجور والمشتريات، ومعه عدد من الموظفين بالوزارة بعد ترشيح وزارة التنمية الادارية لهم، ويوضح لنا ان هذه الدورة سوف تستغرق 3 أسابيع وتم الموافقة علي سفره ضمن المجموعة التي ستغادر القاهرة هذا الشهر.