قالت الصحف إن مجهولين قاموا باقتحام فيلا رجل أعمال أثناء غيابه وأسرته وسرقوا مبالغ مالية ومصوغات ذهبية من داخل الخزينة تقدر بحوالي مليون ونصف المليون جنيه، ووقعت السرقة في منطقة التجمع الخامس بالقاهرةالجديدة. ونشر الخبر بهذا الشكل هو نوع من الدعوة والتحريض علي السرقة ما دام الناس يحتفظون في بيوتهم بكل هذه المبالغ الكبيرة ويتركونها ويسافرون إلي المصيف، كما أن الخبر يعني ان كل ساكني الفيلات بالتجمع الخامس هم من الأثرياء أصحاب الملايين وان سرقة أي فيلا هناك ستكون عملية مربحة وسهلة التنفيذ. والواقع مغاير لذلك تماما، إذ أن الكثيرين من الذين قاموا ببناء أو امتلاك فيلات في التجمع الخامس هم من أبناء الطبقة المتوسطة الذين وضعوا كل مدخراتهم في هذه المباني حيث قاموا بشراء الأراضي عن طريق النقابات والهيئات عندما كانت هذه الأراضي تباع بأسعار زهيدة ثم قاموا بالبناء علي مدي سنوات حتي يمكنهم أن يحلوا مشاكل ومتاعب العثور علي شقق لأبنائهم وهربا أيضا من القاهرة وازدحامها، ولا يوجد في منازلهم هذه المبالغ الضخمة أو المجوهرات الثمينة. والصحف بدلا من التركيز علي حجم المسروقات أو قيمتها يجب أن تهتم أكثر بتكرار حوادث السرقات في هذه المناطق الجديدة التي تعاني غيابا أمنيا ملحوظا يجعل من السهل مع أي مجموعة من المجرمين أن يتوجهوا في أمان واطمئنان إلي الهدف المطلوب ويقومون باقتحامه والاستيلاء علي ما فيه دون أن ينتبه أحد إلي ذلك ودون أي اعتراض. ففي حادث سرقة رجل الأعمال فإن اللصوص استخدموا حبلا تسلقوا به السور الخلفي ثم قاموا بكسر الباب واستخدموا سنجه وعتله حديدية كبيرة في كسر باب الخزينة، وجلسوا وأكلوا وشربوا وتركوا بقايا الطعام وزجاجات مياه غازية فارغة والأدوات التي استخدموها في عملية الاقتحام وانصرفوا بعد اتمام عمليتهم في هدوء وسلام..!! ولقد قلنا من قبل في هذا: إن المنظومة الأمنية لابد أن تتطور وان تلائم طبيعة المدن السكنية الجديدة حيث المساحات والمسافات أوسع وحيث الجار لا يعرف من هو جاره وحيث يوجد نوع من الفراغ الأمني الواضح يشجع علي ارتكاب مختلف أنواع الجريمة. إن المواطنين في هذه المناطق يعيشون في حالة خوف ورعب دائم لأن أحدا لا يري سيارة شرطة تجوب المكان ولا عسكري دورية يتفقد الأمنية وعلي كل مواطن أن يحمي نفسه بنفسه وهذا هو المستحيل بعينه. [email protected]