اتهم الكاتب مات طيبي بنك "جولدمان ساكس" الأمريكي بالوقوف خلف الأزمة المالية العالمية الحالية، إلي جانب تحميله مسئولية كل الأزمات التي تعرض لها الاقتصاد بأمريكا والعالم في العقود الأخيرة بما فيها "الكساد الكبير". واصدر بنك "جولدمان ساكس" بيانا توضيحيا نفي فيه ما نسب إليه، واتهم الكاتب مات طيبي بتطبيق نظرية المؤامرة علي الشأن الاقتصادي. ووصف الكاتب في المقال الذي يحمل عنوان "صرخة طيبي" المصرف بأنه "مصاص دماء كبير ملتف حول وجه البشرية يقوم بامتصاص الدماء وتحويلها إلي أي شيء له رائحة المال" إلي جانب تشبيهات أخري من النوع نفسه. ويقول طيبي: إن "جولدمان ساكس" مسئول عن أزمة الركود الكبير الذي أصاب الولاياتالمتحدة والعالم عام 1929 بعد انهيار بورصات وول ستريت، كما يتهمه بالوقوف خلف أزمة فقاعة "الإنترنت" قبل عقدين ومن ثم "فقاعة العقارات" حديثا، وما تبعها من انهيار مالي لا تزال ذيوله مستمرة حتي الآن. ويصل الأمر بطيبي لاتهام المصرف حتي بالوقوف خلف الأزمات التي لم تحصل بعد، التي رجح ان تقع مستقبلا عملان بنظرية الدورات الاقتصادية للرأسمالية، وهي نظرية طورها محللون اشتراكيون. ويري طيبي أن أسلوب عمل "جولدمان ساكس" بسيط للغاية ويعتمد علي "الدخول علي كل الفقاعات الممكنة بشكل مضاربي، واستغلالها من خلال العمل علي بيع استثمارات يدرك أنها دون قيمة، ويقوم بعد ذلك بالاستيلاء علي أموال تعود لاشخاص من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، مستفيدا من عجز الحكومة التي تسمح له بوضع قوانينه الخاصة لإدارة السوق لقاء بعض القروش التي ينفقها من أجل الرعاية السياسية". ويضيف أنه عندما يبدأ الانهيار ينسحب المصرف تاركا ملايين المواطنين في حالة عوز وجوع ويعود لينفذ خطته من جديد بعد حين. من جهته رد المصرف علي مقال طيبي بوصفه "مقالا هستيريا" يمثل "حاصل جمع كل نظريات المؤامرة التي رسمت عبر التاريخ حول جولدمان ساكس. ويري المحلل المالي والصحفي ديفيد فورتيل أن ماقاله طيبي فيه مبالغة لجهة دور المصرف في الأزمات المالية، مشيرا إلي أن "جولدمان ساكس" كغيره من المصارف والمؤسسات المالية الأمريكية تعرض للكثير خلال الأزمة المالية الراهنة، كما كانت له هفواته. الجدير بالذكر ان مصرف "جولدمان ساكس " تأسس عام ،1869 وقد أسسه المصرفي الألماني اليهودي ماركوس جولدمان قبل أن يضم إليه صهره صاموئيل ساكس، وقد كان المصرف أول من طور فكرة "الأوراق المالية" بالشكل التي هي عليه الآن.