في يوم واحد نشرت "الوفد" معلومات مفصلة مؤلمة ومخزية عن حادثين بشعين يشيران بوضوح إلي أن المجتمع يتآكل وينهار من حولنا وتصل فيه الجريمة إلي أدني مستوياتها اللاإنسانية. والحادث الأول في محافظة القليوبية حول سيدة ربة منزل تستدرج السيدات إلي منزلها في شبرا الخيمة ثم تقدمهن للزوج الذي يقوم بإغتصابهن وتصوير مواقف الزوج للضحية جنسيا علي اسطوانات كمبيوتر ثم بيع الاسطوانة للشباب بمبلغ 200 جنيه للاسطوانة الواحدة. والحادث الثاني البشع بتفاصيله هو إغتصاب العجوز التي بلغت من العمر 96 عاما علي يد شاب داخل المقابر وهو حادث وقع أيضا في محافظة القليوبية وبالتحديد في منطقة الخانكة. ولا يوجد تعليق يمكن أن يقال حول هذين الحادثين اللذين وقعا في محافظة كثرت الجرائم فيها بشكل أصبح مألوفا ومتكررا ويعكس تدهورا أخلاقيا لا حدود له ينذر بأن القادم سيكون أسوأ إن لم يكن ما حدث هو الأسوأ الذي لا مثيل له..! والواقع أن هذه الجرائم الشاذة كانت مقصورة فيما مضي علي المحافظات الكبري وفي مناطق معينة، ولكن تكرار وقوع هذه الحوادث في مختلف المحافظات ينبئ عن تحول جديد في مفهوم ومعاني وأنواع الجريمة في بقية المحافظات. فليس خافيا علي أحد أن محافظات الوجهين البحري والقبلي قد فقدت طابعها المعهود وانتقلت إليها الجريمة بمختلف أشكالها في تعبير صريح عن انتقال الانهيار الأخلاقي إلي هذه المحافظات التي كانت يوما ما ملتزمة بتقاليد وأخلاقيات معينة تمنع جرائم مثل الاغتصاب وتجارة الجسد والرذيلة. وليس خافيا أيضا أن الفقر وتردي الأحوال المعيشية وانتشار المخدرات قد أسهمت في تدمير هذه المجتمعات التقليدية بحيث باتت مسرحا لجرائم بالغته القسوة والانحراف.