أشارت بعض المصادر إلي احتمال فتح جبهة حرب جديدة أمام الأمريكيين في القرن الإفريقي أمام سواحل الصومال، وبالتأكيد سوف تمتد إلي داخل الأراضي الصومالية حيث يتمركز القراصنة في سيناء هيراري ديري وسط الصومال. تأتي تلك المواجهة المحتملة بعد قرار الرئيس الأمريكي أوباما تكليف البنتاجون لتحرير القبطان الأمريكي الذي كان محتجزا لدي القراصنة باستخدام القوة العسكرية مما ادي إلي تحريره ومصرع عدد من القراصنة الذين تعهد زملاؤهم بالثأر والانتقام. قال المتحدثون باسم القراصنة إن قتل زملائهم لن يمر دون عقاب، وأدلوا بتصريحات لأجهزة الإعلام مفادها انهم سوف يعاملون الرهائن فيما بعد معاملة قاسية وربما يقتلون أي رهائن أمريكيين أو فرنسيين. كانت فرنسا قد اتخذت خطوة مماثلة حين اقدمت علي اجهاض عملية قرصنة وتم تحرير الرهائن بالقوة مما أدي إلي فقد رهينة فرنسي بنيران صديقة بالاضافة إلي عدد من القراصنة. تصريحات القراصنة بالانتقام وتصعيد عمليات القرصنة وتوجيه التهديد للسفن الأمريكية يرجح تنفيذ تعهدات الرئيس الأمريكي بمواجهة قوية للقرصنة في منطقة سواحل الصومال التي اتخذت بعدا جديدا بقيام القراصنة باعتلاء السفن من مسافة بعيدة عن الشواطئ قد تبلغ 500 كيلومتر داخل عمق المحيط الهندي وهو الأمر الذي بات يشكل تهديدا خطيرا للملاحة الدولية في أعالي البحار. الدعوة إلي تسليح السفن التجارية تواجه مقاومة شديدة اذ تري بعض الجهات المعنية بهذا الموضوع ان الاتجاه إلي تسليح البحارة في السفن التجارية يشجع زيادة العنف، بالاضافة إلي آثار ضارة بعيدة المدي قد لا يمكن السيطرة عليها فيما بعد. اي ان السفن التجارية التي تحاول حماية نفسها بتسليح البحارة قد تواجه اخطارا من البحارة ذاتهم او تتحول هي إلي قوة مدمرة تجاه الآخرين. يري هؤلاء المناهضون لتسليح البحارة ان الحل الأمثل هو مقاومة ظاهرة القرصنة في البحر أمام سواحل الصومال وعلي البر حيث تكمن المشكلة الحقيقية. القراصنة الصوماليون معظمهم من الصيادين الذين انقطعت ارزاقهم بسبب الحرب وبسبب سطو سفن الصيد الاجنبية علي ثروة الاسماك في المياه الصومالية دون حماية نظرا لعدم الوجود الفعلي للدولة الصومالية. تشير كل المؤشرات إلي ان المواجهة وشيكة قد يؤخرها بعض الوقت احتجاز نحو 250 رهينة لدي القراصنة علي نحو عشرين سفينة مختطفة حتي الآن. المتوقع ان يلجأ القراصنة إلي مزيد من عمليات الخطف لمحاولة حماية انفسهم من الهجوم المتوقع علي قواعدهم الأرضية خاصة بعد استعراض القوة الذي قامت به طائرات الهليكوبتر الأمريكية فوق القري الصومالية أثناء المفاوضات الفاشلة لاطلاق سراح القبطان الأمريكي.. وقتها توقع السكان المحليون عمليات قصف مركزة ولكنها تأجلت بسبب نجاح عملية انقاذ القبطان.