حذر أحمد حميد الطاير رئيس مجلس ادارة الاماراتدبي الوطني اكبر مجموعة مصرفية في المنطقة من حيث الاصول من ان مكانة واهمية الدولار الامريكي علي مستوي النظام المالي العالمي لم تتأثر حتي الان ولكنها اصبحت محل شك بالنسبة للمستقبل. ونبه الطاير في المؤتمر المصرفي العربي الذي عقد في دبي تحت عنوان "الازمة.. رؤية للغد" الي ان تلك التحديات وما نتج عنها وما سوف تئول اليه ستفرض علي الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي الحاجة الي معالجة هذا الامر بهدوء علي ضوء الاعتبارات والمصالح الاقتصادية الوطنية للتحول الي ربط عملتها بسلة من العملات تعكس حجم تجارتها الدولية وامكانياتها الاقتصادية لتقييم سعر الصرف والحفاظ علي اصولها الاجنبية من التآكل والضياع. وأفاد بأن دول مجلس التعاون الخليجي تعكف حاليا علي تأسيس الاتحاد النقدي والعملة الموحدة، لافتا الي ان تلك المباحثات ستستفيد من الدراسة المتأنية في انماط التجارة لديها وتقويم العملة بوحدات اصول لعملاتها وكذلك النمو المتوقع في الناتج المحلي الاجمالي علي مستوي العالم وعلي مستوي مثيلاتها من الدول الاخري. وقال الطاير انه علي الرغم من انشاء صندوق النقد الدولي للنظام المالي العالمي في اعقاب الحرب العالمية الثانية فإن الدولار الامريكي بصفته عملة التجارة العالمية والعولمة الاقتصادية بقي كعملة الاصول الاحتياطية ومازالت المصارف المركزية وصناديق الثروات السيادية حول العالم مستمرة في الاعتماد عليه كعملة مهيمنة لتقويم الاحتياطيات وللتعبير عن قوة حجم الصناديق السيادية ومستوي الاحتياطيات من العملة الاجنبية. واوضح الطاير ان الصين اصبحت دولة تمتلك اكبر الاحتياطيات من العملات الاجنبية والي جانبها تأتي الدول الاسيوية ودول مجلس التعاون الخليجي والاسواق الناشئة التي تشكل اغلب الاحتياطيات العالمية من العملات الاجنبية.. لذا فإن القلق يتزايد من انخفاض قيمة الاصول المستثمرة والمقدمة كاحتياطيات للعملات الاجنبية التي هي في واقع الامر بمثابة مدخرات تلك الدول للاجيال القادمة في المستقبل. واكد ان الازمة الاقتصادية العالمية التي اندلعت منتصف العام الماضي ما هي الا محصلة لخلل العديد من السياسات والممارسات لاختلالات هيكلية مزمنة في الاقتصادات الرأسمالية.