لم يتمكن سوق تجارة الاخشاب من الافلات من الآثار السيئة للأزمة المالي العالمية التي طالت آثارها أغلب مجالات التجارة اصيب سوق الاخشاب بحالة من الركود وانكماش حجم الطلب في السوق المحلي مما أدي إلي زيادة المخزون لدي التجار وأصابهم بخسائر فادحة يقدرها البعض بحوالي 280 مليون جنيه حتي الآن. وقد اضطر عدد من المصانع والورش إلي الإغلاق تماما أو اللجوء لتسريح عدد من العمالة لديها توفيرا للنفقات. "العالم اليوم" ناقشت أطراف الازمة في محاولة لرصد حقيقة الوضع وتقديم الحلول المناسبة له. يؤكد رضا الله حلمي رئيس غرفة صناعة الاخشاب ان السوق تأثر بالازمة بشكل كبير وان هذا التأثير لا يقتصر فقط علي صناعة الاخشاب بل شمل جميع الصناعات. وكشف رضا الله النقاب عن توقف 14 شركة منتجة للاخشاب والاثاث عن الانتاج موضحا ان انخفاض مبيعات هذه الشركات ألحق بها خسائر فادحة مما أدي لإفلاسها، مضيفا ان البعض فضل الخروج من السوق تجنبا للتعرض للمزيد من الخسائر، مشيرا إلي ان الشركات التي توقفت عن مزاولة النشاط تم تجميد بطاقاتها الضريبية وسجلاتها التجارية. وعن الطلب الاخير الذي نادي به المستوردون لفرض الحظر علي استيراد الاخشاب لمدة شهرين علي الاقل حتي يتسني لهم تصريف المخزون من الاخشاب لديهم اكد رضا الله انه لا يمكن الاستجابة لهذا المطلب ولا يوجد قانون يسمح بفرض حظر علي الاستيراد ولكن ما يمكن ان نطالب به هو تقليص الاستيراد فقط، واضاف ان المنتجات الخشبية الصينية التي تم اغراق السوق المصري بها زادت من ركود وكساد الاخشاب علي الرغم من ان المنتجات الصينية تعاني من ضعف صناعتها وقلة جودتها مؤكدا ان المشتري علي المدي البعيد لن يلجأ إلي شرائها ويتفق معه في الرأي منير راغب القصاب رئيس شعبة الاخشاب باتحاد الغرف التجارية الذي يؤكد ان المنتجات الصينية أثرت علي الانتاج المصري وعلي الحرفيين من حيث تقليص العمالة مما يؤدي لتدمير الصناعة الوطنية وناشد المشتري المصري بأن يقاطع هذه المنتجات حتي لا تؤثر بالسلب علي الانتاج المصري من الموبيليا مؤكدا ان الحكومة لا تستطيع فرض حظر استيراد علي هذا النوع من الاخشاب بالرغم من رداءته وأرجع ذلك إلي الاتفاقيات المبرمة بين الدول الخارجية ومصر والتي تنص علي تبادل المنتجات، واوضح القصاب ان انخفاض سعر الاخشاب أثر بالسلب علي سعر الموبيليا، حيث انخفضت اسعار الموبيليا المتوسطة والشعبية لاكثرمن 40% والمتوقع ان تشهد الموبيليا الراقية انخفاضا خلال شهرين علي الاكثر. واشار القصاب إلي مشروع الغابات الذي قررت الدولة تنفيذه لتوفير الاخشاب الذي لم يبدأ حتي الآن مؤكدا ان تنفيذ هذا المشروع سوف يسهم في سد جزء من احتياجات الدولة من الاخشاب، واضاف ان اسعار الخشب انخفضت عالميا بشكل كبير حيث تراجع سعر الخشب السويدي بنسبة 25%، كما انخفض سعر الابلكاش والكونتر من 15 إلي 20% واضاف ان الخشب السويدي والابلكاش الروسي هما اكثر الاخشاب انخفاضا حيث تراجع سعر الخشب من 2200 جنيه إلي 1700 جنيه للمستهلك. كما تراجع الخشب "البياض" من 1600 جنيه إلي 1300 جنيه للمستهلك أما الزان الروماني فوصل سعر القصير منه إلي 3000 جنيه للمستهلك والطويل تراجع سعره ليصل إلي 3500 جنيه للمستهلك. واضاف القصاب أنه بالرغم من الركود الذي يشهده سوق الاخشاب إلا ان هذا لم يؤثر بشكل كبير علي العمالة لأن حجم العمالة في الورض ومعارض الموبيليا لا يمثل عبئاً علي أصحابها نظرا لقلة عددها مؤكدا ان الورش الشعبية ستنشط بها حركة البيع والشراء في الفترة المقبلة نظرا لانخفاض اسعار الخشب الذي سينعكس علي انخفاض اسعار الموبيليا، وطالب القصاب الدولة بالعمل علي تشجيع العمالة المصرية من خلال رفع الجمارك نهائيا حتي تباع الاخشاب للتاجر بسعرها الاصلي مما يؤدي لإحجام المشتري المصري عن شراء الخشب الصيني أو المنتجات الخشبية الصينية نظرا لانخفاض السعر وزيادة الجودة في المنتج المصري. كما طالب بتحديث اساليب النجارة المحلية واستيراد آلات حديثة لتطوير صناعة الموبيليا محليا.