بعد أن انتهت معركة الرئاسة الأمريكية بدأ الستار يرتفع عن الأكاذيب التي جرت خلال الحملة الانتخابية. أشهر وأهم هذه الأكاذيب هي التي جرت علي لسان المرشح الجمهوري جون ماكين عندما قال إنه عذب بشدة خلال سنوات أسره في فيتنام أثناء الحرب الأمريكية الفيتنامية. ومعروف أن ماكين كان يقوم كطيار بغارات جوية علي فيتنام عندما اسقطت طائرته بصاروخ أثناء الغارة رقم 24 التي قام بها علي فيتنام. وقد أطلق عليه الصاروخ من مسافة 12 ميلا.. سقطت طائرته وأصيب فأخذ كأسير حرب وظل أسيرا خمس سنوات ونصف السنة. بعد الإفراج عنه قال ماكين إنه بعد القبض عليه عقب إسقاط طائرته أخذ إلي حجرة خالية وظل بها أربعة أيام كان الحراس خلالها يتناوبون ضربه وانهم كسروا بعض ضلوعه وأسنانه وأصبحت قدمه بلا أية فائدة بعد كسرها. المهم أن الصحف الأمريكية رأت أن تعود إلي العاصمة هانوي وأن تلتقي بمديري سجن ماكين وأن تتعرف منهم علي حقيقة تعذيبه. قال مديرا السجن: لم نعذبه أبدا.. بل إن أحد الفيتناميين عندما وجد أن طائرته قد سقطت أسرع إليه ليجهز عليه ويقتله ولكنه وجده جريحا جدا فنقله إلي مستشفي. وظل يعالج به حتي شفي ثم نقل بعد ذلك إلي السجن. وقال أحد مديري السجن: إن بداية الحملة الانتخابية لماكين بدأت في سجن هانوي عندما اخترع حكاية التعذيب لتكون طريقه إلي البيت الأبيض. وأضاف: كان الأمريكيون من الطيارين يلقون القنابل علي أهداف مدنية وعسكرية. ولم تكن لدي الطيارين معلومات عسكرية يهمنا الحصول عليها بالتعذيب ولذلك لم نعذبهم وبالنسبة لماكين فإنه كتب اعترافا تفصيليا بأنه ألقي القنابل علي أهداف مدنية وعسكرية. وقد زعم ماكين أنه أرغم علي كتابة هذا الاعتراف وفي الحقيقة أنه فعل ذلك تلقائيا ودون أي تعذيب بعد شفائه من جروحه ولكنه رأي أن ينسب كتابة الاعتراف كذبا إلي التعذيب!