لا اعتقد أن الرئيس بوش كان يتوقع هذه النهاية الحزينة وهو يزور بغداد مودعا.. لم يكن يتوقع أن تكون الأحذية هي آخر ما يطيح برأس رئيس أكبر دولة في العالم.. ولكن ما حدث من الصحفي العراقي منتظر الزيدي رسالة شعب قبل أن تكون احتجاجا شخصيا.. إن المفترض ان الصحفي يعبر بقلمه وكان من المفترض أن يكتب الزيدي ما يريد ولكنه اختار وسيلة تعبير أخري لكي يوجه أكبر اهانة إلي رئيس أكبر دولة في مشهد تاريخي.. ولاشك ان العالم العربي استقبل هذا السلوك بسعادة غامرة واعتبر هذا الشاب الصحفي بطلا قوميا اتخذ الموقف الذي يراه لكي يبعث برسالة إلي الرئيس بوش قبل ان يترك أرض العراق ويودع البيت الأبيض.. علي المستوي السياسي ما حدث تصرف خطير.. وعلي المستوي الوطني الناس تري ان هذا موقف الشعب العراقي بكل تياراته وعلي مستوي الادانة التاريخية للرئيس بوش فهذه وصمة في تاريخ الرجل. ان هذا الحذاء رد اعتبار بسيط جدا لضحايا أبوغريب وجوانتانامو وكل العراقيين الذين دفعوا ثمن احتلال وطنهم، ان هذه الرسالة كانت صرخة مواطن عراقي ضد الاحتلال الامريكي الغاشم وضد السياسة الأمريكية الفاشلة وضد الرئيس بوش وعصابته التي شوهت وجه أمريكا امام العالم كله. عندما احتلت القوات الأمريكية العراق تصورت الإدارة الأمريكية ان العراقيين سوف يستقبلون الجنود الأمريكيين بالزهور ولكن المقاومة العراقية قالت غير ذلك واهتز العالم كله من ضراوة وشجاعة المواطن العراقي.. وبعد سنوات من الاحتلال كانت أهم رسالة وداع للرئيس الأمريكي في بغداد حذاء يطيح بوجهه القبيح.. وما بين المقاومة الشرسة للوجود الأمريكي والاهانة التي لحقت بالرئيس بوش سوف يقول التاريخ كلمته. ان أرض العراق رفضت المحتل الغاصب وان شعب العراق قادم بشراسة.. وان ابناء العراق رفضوا حتي آخر لحظة ان يدنس ترابهم الرئيس بوش حتي لو جاء مودعا، لقد دخل منتظر الزيدي تاريخ المقاومة العراقية مع عشرات وآلاف الابطال الذين ماتوا ليبقي العراق.