أعلنت مجموعة من اكبر البنوك في العالم انها كانت ضحية لعمليات احتيال بلغت قيمتها نحو 50 مليار دولار، ووجهت السلطات الامريكية تهمة الاحتيال لبرنارد مادوف، صاحب صندوق الاستثمار والوساطة المالية في بورصة وول ستريت، والرئيس السابق لبورصة ناسداك في نيويورك، فيما اعتبرت احدي كبري قضايا الاحتيال المالي في التاريخ. ومن البنوك التي وقعت ضحية عمليات الاحتيال بنك "اتش اس بي سي"، و"رويال بنك اوف سكوتلاند البريطانيان، وبنك "سانتاندير الاسباني، وبنك "بي ان بي باريبا" الفرنسي. ومن بين الضحايا ايضا مؤسسة خيرية يمتلكها المخرج الامريكي ستيفن سبيلبرج. من جانبها، وجهت نيكولا هورليك رئيس احدي شركات الاستثمار الامريكية انتقادات حادة الي السلطات الامريكية المسئولة عن مراقبة الانشطة المالية لفشلها في منع عمليات الاحتيال، واضافت ان هذه هي اكبر عملية احتيال في تاريخ الاسواق المالية، اذ انه لم يحدث من قبل احتيال بمبلغ 50 مليار دولار. وترجع ضخامة عمليات الاحتيال الي اتساع رقعة معاملات شركة برنارد مادوف، وامتدادها الي الكثير من المؤسسات العالمية. وعلي سبيل المثال، فان بنك سانتاندير الاسباني لديه 2.3 مليار يورو من الاستثمارات لدي مادوف، اما بنك "اتش اس بي سي" فاستثمر نحو مليار دولار لديه. واعلن "رويال بنك اوف سكوتلاند" انه سيخسر 400 مليون جنيه استرليني اذا ضاعت كل استثماراته لدي مادوف. وتراجعت اسهم هذه البنوك في الاسواق العالمية بعد الاعلان عن خسائرها الضخمة نتيجة عمليات الاحتيال المتهم بها مادوف. وقال الادعاء الامريكي ان مادوف استغل صندوق الاستثمار الذي يديره، وخدمات الاستشارات المالية التي تقدمها شركته في تدبير عمليات الاحتيال، وكان يستخدم اموال المستثمرين الجدد لدفع ارباح المستثمرين القدامي. وقررت محكمة فيدرالية امريكية تعيين حارس قضائي للاشراف علي شركة مادوف، فيما تم الافراج عن مادوف نفسه بكفالة قدرها 10 ملايين دولار. وكان مادوف قد اسس شركة برنارد مادوف للاستثمار في الاوراق المالية عام 1960، كما يدير صندوق تحوط Hedge Fund.