لم ينس الاستعمار قبل ان يرحل ان يضع مجموعة من الالغام في ارجاء الدول والشعوب التي رحل منها.. لم تنس انجلترا ان تترك للعرب وعد بلفور واقام الغرب دولة لليهود في قلب العالم العربي الاسلامي فكانت اسرائيل وهي مازالت حتي الان سبب كل الازمات والمآسي في المنطقة.. كان زرع اسرائيل في قلب العالم العربي اكبر مأساة حرمت العرب من الاستقرار والامان والتقدم.. وعلي نفس الطريق لم ينس الاستعمار ان يترك لغما اخر بين الهند وباكستان دولة بوذية واخري اسلامية وكلتاهما دولة نووية لا يمر عقد من الزمن دون ان تشتعل مواجهة بين الهند وباكستان وبقيت كشمير بينهما ذلك اللغم الذي يمكن ان ينفجر في اية لحظة.. ولهذا لم يكن غريبا ان تحدث اعمال مومباي الارهابية وتشعل المواجهة بين باكستان والهند بما يهدد استقرار كل شئ.. ان الهند دولة تخطو نحو مستقبل حضاري واقتصادي كبير فكيف يكون لها ذلك وباكستان دولة اسلامية امتلكت السلاح النووي فكيف يكون لها ذلك.. ومن هنا لابد ان تتحرك المواجهة من وقت لاخر وقد يفلت الزمام يوما ونجد حربا نووية في شبه القارة الهندية وبجوار العملاق النائم الصين ولا احد يعرف ما الذي يمكن ان يحدث في هذا الجزء من العالم.. نحن امام صراعات دينية بين اكثر من دولة في هذه المنطقة حيث الصين والهند وباكستانوافغانستان وعلي حدودهما ايران والتي يمكن ان تصبح بين يوم وليلة قوة نووية وهي لن تستريح ولن تأمن الا اذا فعلت ذلك. وبجانب الصراعات الدينية في هذه المنطقة نحن امام اكبر قاعدة بشرية يزيد سكانها علي 5.2 مليار انسان اي ما يقرب من نصف سكان العالم ولنا ان نتصور هذه الكتلة البشرية المخيفة اذا حدثت مواجهات بينها لاي سبب من الاسباب.. ولكن الشئ المؤكد ان الهند تدرك حجم المشكلة وان باكستان تعلم ثمن اي مواجهة عسكرية اما افغانستان فهي المستنقع الذي غرقت فيه القوي الكبري ابتداء بالاتحاد السوفيتي السابق وانتهاء بأمريكا وما يحدث لها الان.. ان اي مواجهة في هذه المنطقة سيدفع ثمنها العالم كله وليس فقط الهند وباكستان.