الناجي الوحيد من مهاجمي مدينة مومباي بالهند أدلي باعترافات لسلطات التحقيق الهندية تؤكد هويته الاسلامية وانه تلقي تدريبات مع جماعة جهادية باكستانية تتبني الكفاح المسلح في اقليم كشمير المتنازع عليه وهي جماعة "عسكر طيبة" التي تقول الهند انها وثيقة الصلة بقسم من الاستخبارات الباكستانية. قال المهاجم ان التعليمات كانت لديه مع زملائه بالقتل حتي آخر نفس وان المستهدف كان قتل 5 آلاف من ذوي البشرة البيضاء يقصد الامريكيين والاوروبيين واليهود نظرا لمهاجمة مركز يهودي بين أهداف العملية. قالت صحيفة بريطانية في تعليقها علي المأساة المروعة ان الهجمات يبدو انها تسترشد بأيديولوجية القاعدة، وان الهجوم كان يستهدف في الاساس فتح جبهة جديدة ضد خصوم القاعدة الصليبيين الصهاينة الامبرياليين. اختيار الهند لهذه العملية او توجيه العملية نحو مدينة مومباي الهندية الغرض منه الاستفادة من الارث التاريخي في النزاع بين الهند وباكستان ووضع العالم علي شفا مواجهة خطيرة بين دولتين نوويتين كما ان الهند تشترك فيما يسمي بالحرب ضد الارهاب ويتيح السلام بينها وبين باكستان توجيه القوات الباكستانية الي منطقة الحرب الصعبة المعقدة علي الحدود الافغانية الطويلة والوعرة. وتهدف الهجمات الارهابية علي الهند الي استنفار موجة من الانتقام ضد المسلمين في الهند الذين يبلغ تعدادهم نحو 150 مليونا بما يساوي نحو 15% من تعداد السكان ويشكون من سوء اوضاعهم في المجتمع الهندي شأنهم شأن فقراء الهندوس. عادة ما تجد الجماعات المتطرفة ذات النزعة العسكرية الوقود الطبيعي لها في تجمعات الفئات والطوائف التي تعاني مشكلات اجتماعية واقتصادية. ومن المعلومات المثيرة التي أذاعتها جهات التحقيق الهندية حول المهاجمين ان المهاجمين العشرة تلقوا تدريباتهم في باكستان علي يد جماعة "عسكر طيبة" لمدة 3 أشهر وانهم استراحوا قبل تنفيذ العملية لمدة شهر وكان من بين ما تدربوا عليه عملية "خطف السفن" وانهم - أي المهاجمون - استولوا في طريقهم الي مومباي علي سفينة صيد قتلوا طاقمها المكون من 6 أفراد وألقوا بجثثهم في البحر الا ان السلطات الهندية عثرت علي القارب قرب سواحل مومباي ووجدت به قتيلا مذبوحا. الاعترافات التي أدلي بها المهاجم المعتقل تتجه الي تأكيد اتهام جهة باكستانية بالضلوع في العملية ولكن السلطات الهندية لاتزال تلزم الحذر في توجيه أي اتهام للحكومة الباكستانية التي أبدت رغبة في التعاون مع الهند ضد ما أسموه ب "العدو المشترك" الذي يخطط وينفذ العمليات الارهابية. الضغوط الداخلية من جماعات المعارضة والجماعات المتشددة داخل الهند قد تدفع الي اتخاذ موقف رسمي متشدد ضد الحكومة الباكستانية ولكن ذلك سيكون ضد مصلحة الهند وباكستان معا وهو في الواقع الهدف المطلوب تحقيقه من العملية الارهابية.