علي الرغم من إعلان وزير الاستثمار محمود محيي الدين عن السماح للشركات الحكومية بالتدخل وشراء أسهم خزينة من أسهمها المتداولة في السوق بعد وصول هذه الأسهم إلي مستويات متدنية وأقل من القيم الحقيقية لها. إلا أن الشركات الحكومية حتي الآن لم تعلن أي شركة منها عن رغبتها في شراء أسهم خزينة رغم توافر سيولة لدي إدارات الشركات. وفي نفس الوقت لم تعلن أي شركة حتي هذه اللحظة عن كيفية دعم أسهمها خاصة وأن أسعار أسهم شركات حكومية كبري وصلت إلي أسعار لا تصدق منها شركة الدلتا للسكر يتداول حاليا ب 20 جنيها وسهم شركة مصر للألومنيوم التي تعد من كبري الشركات في مجالها علي مستوي الشرق الأوسط يتداول حاليا ب 33 جنيها رغم أن نتائج أعمال الشركة عن السنة المالية الأخيرة قاربت من مليار جنيه. وسهم شركة الزيوت المستخلصة بتداول ب 170 قرشا فقط. ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لسهم شركة الحديد والصلب المصرية والتي تعد صرحا اقتصاديا كبيرا في مجالها وسهم الشركة يتداول فقط ما بين 10 و12 جنيها والشركة لم تعلن عن شراء أسهم خزينة وآخر افصاح لها أكد أن مجلس الإدارة هو الذي سيقرر ذلك في اجتماعه القادم. وهذا يؤكد أن الشركات الحكومية تتحرك بعد فوات الأوان فجميع الشركات الخاصة أعلنت عن شراء أسهم خزينة بعد 24 ساعة فقط من التراجع الحاد الذي حدث في البورصة خلال الأسابيع الماضية وعلمت "البورصة اليوم" أن هناك تربيطات بين عدد من المستثمرين الأجانب للاستحواذ علي حصص حاكمة في الشركات الحكومية واستغلال تدني أسعارها وشراء كميات من أسهمها المتداولة بالسوق دون الإعلان عن ذلك. وعلي أن يتم ذلك خلال اأكثر من جلسة حتي لا ترتفع أسهم هذه الشركات ويستحوذون علي حصص حاكمة فيها بالأسعار المتدنية الحالية. يأتي هذا في الوقت الذي طالب فيه عدد من خبراء البورصة بضرورة تدخل الحكومة ممثلة في الشركات القابضة التابعة لها الأسهم شراء كميات من الأسهم المتداولة في السوق حتي لا تجد الحكومة نفسها بين يوم وليلة أن شركاتها أصبحت ملكا لغيرهم أو دخول مستثمرين أجانب معهم في ملكية هذه الشركات بالأسعار المتدنية الحالية. ومن جانبه يؤكد مصطفي الأشقر محلل أسواق المال أن هناك مخاوف من سيطرة مستثمرين أجانب علي أسهم شركات صناعية استراتيجية مثل شركة مصر للألومنيوم والدلتا للسكر وشركة الحديد والصلب المصرية خاصة وأن أسهم هذه الشركات أصبحت دون قيمتها الحقيقية بمراحل ولا يعقل أن إدارات هذه الشركات تقف موقف المتفرج رغم أن هذه الإدارات تشاهد كل يوم ما تفعله إدارات الشركات الخاصة من دعم لأسهمها. ويطالب الأشقر بضرورة الاسراع في التدخل وشراء كميات كبيرة من الأسهم الحكومية المتداولة في السوق لتفويت الفرصة علي المستثمرين الأجانب الذين يرغبون في السيطرة علي هذه الشركات.