أكد وزير المالية المصري ورئيس لجنة توجيه السياسات في صندوق النقد الدولي ان انتعاش اسواق الاسهم العالمية يظهر ان التعاون الذي جري اوائل الاسبوع بين القوي الاقتصادية في العالم للحد من اثر الازمة المالية قد توج بالنجاح. وقد قفزت الاسهم الامريكية وسجل مؤشر داو جونز الصناعي اكبر زيادة له من حيث عدد النقاط في يوم واحد يوم الاثنين اذ ارتفع اكثر من 900 نقطة بعد ان اتخذت الدول الاوروبية ومجموعة السبع للدول الصناعية الكبري اجراءات لانقاذ النظام المالي العالمي. وفي بيان صدر يوم السبت عبرت اللجنة التوجيهية لصندوق النقد الدولي التي تمثل الدول الاعضاء في الصندوق وعددها 185 دولة عن تأييدها لخطة مجموعة السبع في اطار جهد اوسع لتعزيز الثقة في الاسواق. وقال بطرس غالي الذي يرأس اللجنة النقدية والمالية الدولية التي تقوم بتوجيه السياسات في صندوق النقد الدولي: "شهدت الاسواق صباح الاثنين اختبارا لاثر اجراءاتنا". واضاف قائلا: "لم يكن يساورني شك في ان الاسواق سوف تنتعش لكن الشيء الوحيد الذي اقلقني هو ان محاضر اللجنة النقدية والمالية لن يتاح لها قد ركاف من الافصاح حتي يعرف الناس ما فعلناه". وصرف الحاح اللجنة إلي معالجة الازمة الانظار عن تعيين بطرس غالي رئيسا للجنة وهي المرة الاولي التي تتولتي فيها دولة صاعدة رئاسة اللجنة بعد سنوات من الهيمنة الاوروبية. وقال بطرس غالي إنه لم تجر مناقشة خلال اجتماع اللجنة النقدية والمالية الدولية يوم السبت الماضي لخطة انقاذ لبلد معين لكن كان هناك اجماع علي ان خطة مجموعة السبع يجب مساندتها لتهدئة الذعر في الاسواق العالمية. وقال بطرس غالي عن الاجتماع: "كان لدينا شعور في القاعة بأننا يجب ان نتمسك بعضنا ببعض وان نساند بعضنا بعضا، انها مشكلة عالمية وتحتاج إلي حل عالمي". واضاف ان صياغة بيان اللجنة اعتني بشكل خاص بألا يكون هناك لبس في الرسالة التي تفيد ان جميع الدول تقف وراء خطة مجموعة السبع. وتابع: "حرصنا إلا يكون هناك مجال لسوء فهم كي لا يكون هناك حتي امكانية لسوء فهم". وقال بطرس غالي إن خطط الانقاذ لا ينبغي ان تتطابق لان المشاكل واحدة ولكن من المهم ان تتعاون الحكومات بدرجة اكبر. وصرح بأن التعاون بين الدول تحسن خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي التي استمرت ثلاثة ايام ولكن يجب ان يطور. ربما لا نكون أرسينا اسس العملية بالكامل ونحتاج لتنظيم اوثق. وقال إن من المهم ايضا ان يعزز الصندوق دوره الرقابي علي النظام المالي العالمي وينبغي ان يؤدي دورا افضل في الاشراف علي اقتصادات الدول. وتابع غالي: " استعادة الصندوق دوره المركزي هدف مهم ينبغمي ان نسعي اليه انها اكثر مؤسسة مؤهلة للتنسيق والاكثر تأهيلا لتبادل المعلومات". لكنه اوضح انه ينبغي علي الصندوق ان يدرك ان الزمن تغير كي يتسني له أداء مهمته بشكل سليم. ومضي قائلا: "تغيرت قواعد اللعبة ونحتاج لتغيير الاجراءات وتعديل ما نراقبه وتغيير اسلوب رد الفعل". وتابع بطرس غالي الذي كان يعمل في صندوق النقد وقت ازمة العملة المكسيكية من المعتاد ان يكون ميزان المدفوعات سبب المشاكل ولكن هذه ازمة مالية لم يحدث ابدا من قبل مثل هذا الانهيار بسبب القطاع المالي". واشار يوسف بطرس غالي وزير المالية المصري ورئيس لجنة توجيه السياسات في صندوق النقد الدولي إلي إن التأثير المالي للأزمة العالمية علي الاقتصاد المصري سيكون محدودا ولكنها لن تتفادي علي الارجح التبعات الاقتصادية للازمة. وتابع بطرس غالي: " ستكون هناك عواقب اقتصادية حقيقية لكن مداها يعتمد علي ما سوف نفعله". واكد إذا استطعنا الحفاظ علي الطلب المحلي بشكل افضل مما فعلنا حتي الآن نظرا لتضرره جراء ارتفاع اسعار الغذاء والوقود فيسمكننا الحفاظ علي معدل نمو مرتفع. وصرح بطرس غالي بأن معنويات قطاع الاعمال في مصر "ليست سيئة جدا ولكنها ليست جيدة ايضا". وتابع ان معدل النمو الاقتصادي في مصر ربما يمكنه "تخطي نسبة 6% ولكن التوقعات بالنسبة للعام المقبل اقل وضوحا وتوقعت الحكومة المصرية معدل نمو 7% في عام 2008.