أمريكا تسهر 4 ليال من ألف ليلة وليلة، في مدينة دنفر التي لا تنام.. مؤتمر سياسي ذو طابع اجتماعي شديد الجاذبية، يقدم باراك أوباما وأسرته لجمهوره، ويضع جمهوره في حجر الأسرة بمنتهي المودة ورفع أسعار الكلفة.! المؤتمر مستمر الآن، وحتي غد الخميس.. وكان قد بدأ أفراحه مساء الاثنين الماضي، ليتواصل أربع ليال كاملة من ألف ليلة وليلة.! الاحتفال أوركسترا لي موسيقي رغم أنه يحمل لافتة: "المؤتمر السياسي القومي للحزب الديموقراطي".. بدأته ميشيل أوباما الاثنين 11 أغسطس، عندما قدمت زوجها وبنتيها بصورة اجتماعية موسيقية أنيسة، أضاءت جوانب في شخصية كل منهم لم يمسسها من قبل ضوء، في الليالي واجه الديموقراطيون مسائل جادة وأمرية علي أنغام الموسيقي.. دغدغت اهتمامهم كناخبين، وجعلتهم يشعرون بمزيد من الارتياح بأن يضعوا مرشحا منهم صاحب خلفية فريدة وغير عادية، ومعه أسرته.. هناك في البيت الأبيض.! اختلفت الأصول رغم تقاربهم الأسري.. الأب زنجي من أصل كيني.. والأم أمريكية بيضاء من كنساس.. أما باراك نفسه فتنقل بصباه بين هاواي وإندونيسيا، وألف عن غرابة نشأته كتبا حققت له في النضج ثروةبالملايين.! حطت غرابة النشأة علي شاطئ الألفة والأمان عندما تعرف باراك علي ميشيل صدفة وتزوجها.. يجمع مستشاروه علي أنها صاحبة الفضل الأساسي في صحة خريطة إبحاره بعد الزواج.! نجحت ميشيل في تجسيم دورها في حوار إنساني علي شاشات التليفزيون الأمريكي في سهرة رئيسية من ليالي ألف ليلة..! وتنوع الأنس والألفة في سهرات الليالي.. شبكات التليفزيون تذيع شهادات تقدير دانئة لشخص باراك أوباما وملكاته العجيبة، بعضها من نجوم الحزب الديموقراطي مثل سناتور إدوارد كنيدي، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.. وفي ختام كلمته أهدي بيل لأوباما صورة رسمية لرخصة تأسيس الحزب الديموقراطي.. مثلما أهداه ديفيد كجنهايم مخرج الفيلم التسجيلي الأليم "حقيقة غير مريحة" an inconvenient truth. ................ وتقديم مرشح للرئاسة مهمة عسيرة تعترض طريق كل مرشح، وتتحدي ذاتيته وملكاته.. وأوباما بالذات مرشح يحمل تحديات فريدة لأسباب محددة: 1 جنسه كزنجي أمريكي 2 الأسئلة التي تحوم حول وطنيته.. قيمه.. وإيمانه.. وكلها عناصر قوية سوف يفجرها الجمهوريون ويستثمرونها بشراسة في الأيام الصعبة المقبلة.! حرص أوباما علي مقاربة هذه القضايا الشائكة في سلسلة تيلفزيونية لا بأس بها، قرر الخبراء نسبة مشاهديها بحوالي 20 مليونا أو أكثر. وهو جهد متواضع وغير كاف.. وفي عصر يسوده الأرهاب الدولي. والمصاعب الاقتصادية الطاحنة للبشرية.. فإن الديمقراطيين في حاجة إلي إقناع الناخب بأن مرشحهم قائد رئاسي، و"قهرمان" مسئول عن تدبير شئون الاقتصاد. ويزيد معاونو أوباما ومستشاروه الأمر تخصيصا.. يجمعون علي أن أهم أهداف الحملة في هذه المرحلة الحرجة أن يتم تفصيلها علي مقاس أهداف أوباما نفسه السياسية: التغيير.. مقابل: مزيد من القديم.! مع تركيز ما بقي من ليالي المؤتمر لإبرار التناقض المباشر بين التغيير، والإبقاء علي القديم، في هذا التوقيت بالذات.. حيث يتسلم جون ماكين الترشيح الرسمي للحزب الجمهوري له خلال الأيام الأولي من سبتمبر.! وتضيف أنيتا دن المسئولة الأولي عن الاستراتيجية في حملة أوباما، أن إبراز هذا التناقض المبدئي الصارخ والصريح، بين المرشحين والحزبين المتنافسين، هو السلاح الفيصل في هذا التوقيت الحاسم.! .................... أمر مميز ومركزي لصنع الخيار وتفضيله خلفية المرشح للرئاسة.. وخلفية قصة حياة باراك أوباما، وارتباطها بجنسه ووقع اسمه العجيب، يضيف تحديات لم يمر بها من قبل مرشح رئاسي لحزب رئيسي.. وفي حديث صحفي أخير اعترف أوباما بأن حلمه وحمله بالفوز بأصوات الناخبين أكبر من أي مرشح آخر.. أولا لأنه أسود.. وثانيا: لأن سيرته الذاتية ليست صورة طبق الأصل لرئيس أمريكي معاصر.! وتضيف أنيتا دن مسئولة الاستراتيجية لحملته الانتخابية أن الهدف المحوري من صبغ برنامج الاحتفال بهذه الصورة الأوركسترالية إبراز رحلة أوباما التي أوصلته إلي هذا المكان وهذه المكانة.. وأن هذه الخلفية الصادقة أعطته فهما عميقا لكل ما تواجهه العائلات الأمريكية.. هذا النهار.! حرصت ميشيل أوباما في خطابها الافتتاحي لاحتفالات الليالي أن تبني فوق وصف خبيرة استراتيجية لعائلة أوباما بأن النموذج الأصلي لها: عائلة نووية"prototypical nuclearfamily".!