يقول محللون: ان د/شبح التضخم وموجة الهبوط في أسواق الأسهم عوامل قوية تنبئ باثارة اهتمام المستثمرين بالذهب الذي يبدو أنه سينتعش ليلحق بركب السلع الأولية الأخري التي تخلف عن الصعود معها في العام الحالي. وكان المعدن النفيس يتحرك غالبا خطوة بخطوة مع النفط بسبب جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط من التضخم لكنه في الأشهر القليلة الماضية لم يساير أسواق الطاقة والحبوب التي ارتفعت الي مستويات قياسية عالية. غير انه في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الامريكي" الاسبوع الماضي ألا يرفع أسعار الفائدة مع تحذيره من ان التضخم لايزال خطرا متناميا فان تجدد الاهتمام فجأة بالذهب يبدو أنه أحيا ارتباطه الطردي بالنفط.وينبئ هذا بأن الذهب سوف يستفيد مع استمرار التضخم في بث الفوضي في أسواق الأسهم وتقليص قيمة الدولار ودفع مستثمري الأسهم الي البحث عن عوائد في مكان آخر. وقال بيل أونيل الشريك المنتدب لشركة السلع الأولية لوجيك ادفايزورز في ابر سادل ريفر بولاية نيوجيرسي "صعود سوق الذهب في الآونة الأخيرة يظهر ان الشكوك والمخاوف مازالت قائمة وهموم التضخم لغياب بيان قاطع من مجلس الاحتياطي الاتحادي كانت عامل دعم للمعدن". وقفزت أسعار العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية نحو 4% يوم الخميس الماضي مسجلة أكبر زيادة لها في يوم واحد بالدولار منذ عام 1985 اذ تسببت مخاوف أسواق المال وأسعار النفط القياسية المرتفعة في هبوط حاد للاسهم العالمية. ومع ان الذهب فقد 10% بعد ان سجل المستوي القياسي المرتفع 1030.80 دولار للاونصة في 17 من مارس فان المعدن النفيس مازال سعره مرتفعا 10% عما بدأ به العام مقارنة مع هبوط نسبته 12% في مؤشر الأسهم العالمية ذي القاعدة العريضة "إم. اس.سي.اي. ايه.سي.دبليو.اي". وقال اونيل الذي قلصت شركته استثماراتها في الذهب بمقدار النصف منذ مارس ان أدني سعر للمعدن النفيس 845 دولارا للأونصة في الثاني من مايو من المتوقع ان يكون أدني مستويات هذا العام. وقال مراقبون انه في الوقت نفسه فان الذهب من المتوقع ان يرتفع قريبا مسايرا النفط بعد ان انكسر بصورة مؤقتة الارتباط الطردي بينهما بسبب انتعاش الدولار في الاشهر القليلة الماضية. وأيضا فان قوة الذهب لشراء النفط تبلغ أدني مستوي لها الآن بعد ان قفز النفط نحو 50 % حتي الآن هذا العام. ويوم الجمعة كانت أونصة الذهب تشتري فحسب 6.53 برميل من النفط وهو أدني مستوي لها منذ عام 2005 وفي مارس كانت الأونصة تشتري أكثر من عشرة براميل. وقد يكون صعود الذهب في الآونة الأخيرة وهو مقياس تقليدي للتضخم وملاذ آمن للاستثمار وقت الأزمات إيذانا بأن التضخم قد يتفاقم وفوضي أسواق المال قد لا تزول قريبا. وقال روبرت لوتس الرئيس وكبير مسئولي الاستثمار في مؤسسة كابوت مني مانجمنت وقيمتها 500 مليون دولار بولاية ماساتشوستس انه يتوقع ان يقبل مزيد من المستثمرين علي شراء الذهب لتنويع استثماراته. ويتبنأ لوتس الذي ينصح زبائنه بتملك ما بين 5 و10% من استثماراتهم من منتجات المعادن النفيسة ان يبلغ سعر الذهب 1500 دولار للأونصة خلال الأعوام الثلاثة القادمة. وحذر مديرو صناديق استثمار آخرون من ان سوق السلع الأولية قد تكون متقلبة وهناك مخاطر مرتبطة بأي استثمار. وقال اكسيل ميرك مدير صندوق استثمار ميرك للعملات الصعبة في بالو التو بكاليفورنيا الذي يدير موجودات قيمتها 400 مليون دولار "لم يعد هناك وعاء استثماري آمن. والنقد ليس وعاء آمنا والسلعة الأولية ليست سوي وسيلة للتنويع في عالم لا يوجد فيه ملاذ آمن".