في ظل الارتفاع المتواصل في اسعار النفط العالمية اصبحت الحقبة النفطية الثانية من العوامل المؤثرة في الاقتصاد العالمي مما ترتب عليه وجود فوائض اموال ضخمة تقدر بمئات المليارات من الدولارات في البلدان العربية المصدرة للبترول وعلي رأسها المملكة العربية السعودية وبعض الدول الخليجية الاخري في طريقها للبحث عن فرص لاستثمار جزء من هذه الفوائض خاصة بعد وصول سعر برميل النفط الي 115 دولارا. ويتوقع المراقبون وخبراء الاقتصاد في مصر ان تخرج هذه الفوائض الضخمة من السعودية ودول الخليج في رحلة للبحث عن فرص استثمارية جديدة في الاسواق الناشئة لاسيما في ظل تراجع الدولار الامريكي مما سيدفع المستثمرين العرب للبحث عن اصول. وتوقعوا ان تستقبل مصر جزءا كبير من فوائض الاموال الضخمة بدول الخليج خاصة السعودية والتي ستدخل السوق المصرية بثقل في الفترة المقبلة وفقا لتوقعات خبراء الاقتصاد في مصر ويأتي هذا في ظل قدرة مصر علي استيعاب استثمارات ضخمة بهذا الحجم علاوة علي التسهيلات والحوافز التي تقدمها مصر للمستثمرين العرب علي وجه الخصوص.. ووفقا للتقارير الواردة من مركز الدعم واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري فجميعها يؤكد ان هناك نموا كبيرا للاستثمارات العربية في السوق المصرية وتتوقع اقبالا متزايدا للمستثمرين السعوديين خلال الفترة القليلة المقبلة.. في ضوء الاستقرار السياسي والارتفاع الملحوظ في معدلات النمو الاقتصادي المصري. اكد فيصل حمد الجمال المدير التنفيذي بشركة الجوهرة لتداول الاوراق المالية ان البورصة المصرية اول المستفيدين من دخول هذه الفوائض الي السوق المصرية خاصة ان معظم هذه الفوائض ستتركز في الاسهم مشيرا إلي أنها انها سمة رئيسية للمستثمرين العرب لانهم يفضلون الاستثمار في الاسهم.. واشار الي ان الدول العربية التي توافرت لديها فوائض نقدية ضخمة من جراء ارتفاع اسعارالبترول ستفكر كثيرا في خروج هذه الفوائض واستثمارها في اسواق اخري واشار الي ان المستثمر السعودي اصبح ينظر الي اسواق اخري واشار الي ان المستثمر السعودي اصبح ينظر الي السوق المصرية نظرة خاصة بعد شعوره بالارتياح والاطمئنان علي استثمارته في مصر وخير دليل علي ذلك النمو الكبير الذي شهدته البورصة المصرية مؤخرا.. واضاف ان الغالبية العظمي من المستثمرين العرب وتحديدا المستثمر السعودي اصبح يركز علي الاستثمار في البورصة المصرية فقط في حين ان هناك مجالات وانشطة استثمارية اخري من الممكن ان تحقق طموحاته لاسيما في ظل المناخ الاقتصادي الجيد الذي تعيشه مصر حاليا. واضاف ان الوقت اصبح ملائما للغاية وان كان من الممكن ان نقول انها فرصة ذهبية للاستثمار في مصر مشيرا الي ان هذه الفوائض قد تؤدي الي مشاكل معقدة تؤثر علي اقتصاديات هذه الدول اذا لم يتم استثمارها بشكل جيد. ويقول الدكتور عصام الملا العضو المنتدب للمجموعة السعودية المصرية القابضة لتداول الاوراق المالية ان مصر تسعي بالفعل الي استقطاب فوائض الاموال الضخمة بالدول الخليجية وبخاصة السعودية باعتبارها اكبر الدول العربية المصدرة للبترول خاصة ان البلاد العربية اصبحت تبحث بدقة وتحري عن الاسواق الناشئة وتحديدا خلال الاعوام القليلة الماضية بما يؤكد ان نظرة العرب للاسواق الناشئة تغيرت بشكل واضح.. واصبحت مصر تحتل المرتبة الاولي في جزب الاستثمارات العربية اليها بعدما اثبت الاقتصاد المصري ان يخطو بثبات نحو الامام وانه قادر علي استيعاب المزيد من الاستثمارات التي تحقق فرصا اكيدة للنمو والربح واشار إلي ان خروج هذه الفوائض من دول الخليج واستثمارها في دول أخري بات امرا ضروريا حتي لا تتعرض اقتصاديات هذه الدول لمخاطر اقتصادية كبيرة وقد تزيد من ارتفاع معدلات التضخم لديها ومن ثم ازمات اقتصادية.