عادت الفرحة الي الشارع اللبناني بعد فترة طالت من الاختناق السياسي.. نجحت جهود المصالحة في الدوحة ثم نجحت محاولات التفاهم بين الاخوة الاعداء وتجسد ذلك كله في اختيار رئيس الجمهورية العماد ميشيل سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة وامام لبنان الان اكثر من مواجهة.. اولي هذه المواجهات ان يعود الامن والاستقرار للشارع اللبناني لان ذلك سوف يفتح ابوابا كثيرة للاقتصاد اللبناني بحيث تعود مواكب السياح وهي اهم مصادر الدخل ويمكن ان يعود الاستثمار مرة اخري لان ما حدث من صراعات في الشارع اللبناني في الشهور الماضية اصاب الاقتصاد اللبناني بالشلل التام.. تبقي بعد ذلك قضية اعمار لبنان وهذه القضية تحتاج الي دعم عربي دولي.. ان هناك دولا كثيرة عربية لها مصالحها في لبنان وهناك دول اجنبية تضع لبنان في مكانة خاصة والمطلوب من هذه الدول وضع خطة لاعادة البناء.. ان العدوان الاسرائيلي علي جنوب لبنان كان سببا في تدمير البنية الاساسية في مواقع كثيرة واصبح من الضروري اعادة تعمير هذه المواقع. يبقي بعد ذلك الدور الاساسي للقوي السياسية لكي تحمي لبنان من تقلبات السياسيين واهوائهم ومصالحهم.. ان اتفاق الدوحة يمثل نقطة البداية فقط لمصالحة حقيقية بين القوي اللبنانية.. ان صراعات القادة اللبنانيين وحساباتهم يجب ان تبقي بعيدة عن الشارع اللبناني لان لبنان يريد حكومة تبني وقيادات تساند وليس من الضروري ابدا ان تنتقل صراعات الاخوة الاعداء الي الشارع ويدفع لبنان ثمنها.. واذا كان هناك من يلعب السياسة بموازين المصالح فإن هناك ايضا من تأكد حرصه علي لبنان ومصالح الشعب اللبناني.. لقد كان خطاب العماد ميشيل سليمان رئيس لبنان المنتخب وثيقة سياسية رفيعة في الفكر والقضايا واكدت هذه الوثيقة ان لبنان قادر علي ان يحتوي ازماته ومشاكله وان يتجاوز كل هذه المخاطر ويعيد بناء لبنان الوطن والشعب والارض ان عشاق لبنان وما اكثرهم يتمنون ان تمضي مسيرة العمل السياسي الجاد مع مسيرة اعادة البناء ليعود لبنان اكثر امنا واستقرارا.