أمعاء إسرائيل تتلبك وتنقبض خوفا من إيران وايهود أولمرت رئيس الحكومة ينتظر قراراً يلزمه بالتنحي عن الحكم.. والمسيرات الاسرائيلية تحاصر مسكنه في القدسالغربية بلافتات.. "لم نعد نريدك رئيسا للوزراء"! .. في أجواء هذا البؤس السياسي زار جورج بوش الكنيست الاسرائيلي الخميس الماضي ليخطب ويساند بعد أن ظهر في صور وكالات الأنباء وهو يعانق أولمرت في مطار بن جوريون كأي عاشقين! حرص بوش في خطابه أن يرفع المعنويات الاسرائيلية ويطرد مخاوفها ويضع في صدرها وردة أمل.. أنقل من نص خطابه فقرة غريبة عما اسماه رؤية شجاعة.. تساءل فيها عن صورة الشرق الأوسط في العيد ال 120 لتأسيس اسرائيل وفي الرؤية بحد ذاتها اسقاط علي أحوال المنطقة الآن.. بعد أن ضرب الخراب أطنابه في العراق وأفغانستان وطال بالارباك الحياة السياسية في لبنان.. مثلما يسقط حديث رؤية بوش الشجاعة عن أوروبا واليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية.. وعلي تهديد أحمدي نجاد بتدمير اسرائيل وتملص بوش أخيرا من ضرب ايران قبل أن تنفذ وعيدها بسحق إسرائيل! وجاء في رؤية بوش الشجاعة للمنطقة بعد 60 عاما أخري سنة 2068 أن ايران وسوريا سوف يتحولان إلي دولتين مسالمتين.. وتتم هزيمة القاعدة وطالبان وحزب الله وحماس، ويعم التسامح الشرق الأوسط و..: "دقي يا مزيكة"! .. إنما أخطر سقطة لبوش في خطابه أمام الكنيست الاسرائيلي كان شجبة وتوبيخه لهؤلاء "الذين يطالبون بالتفاوض مع الارهابيين والراديكاليين".. وهو مطلب المرشح الديموقراطي باراك أوباما، لكنه لم يذكره بالاسم تصريحا! وعلي الفور انتفضت حملة باراك أوباما الانتخابية برد غاضب نشرته الصحف الأمريكية الجمعة 16 مايو قالت فيه: "سناتور باراك أوباما يشجب بشدة موقف مستر بوش الذي استغل العيد ال60 الاسرائيلي لكي يطلق هجوما كاذبا ضدي.. وجورج بوش يعلم أنني لم أتورط أو ارتبط بالارهابيين ولا بالتسيب غير المعتاد لشئون السياسة الخارجية ولا بسياسات لم تنجز شيئا لتأمين الشعب الأمريكي، وحليفه الراسخ الايمان. واندفع أنصار أوباما يؤيدون موقفه في مواجهة هجوم بوش الرخيص.. رام ايمانويل عضو مجلس النواب الامريكي انتقد بوش لأخذه السياسة الحزبية الأمريكية معه إلي أعالي البحار بينما تقضي التقاليد الرئاسية الراسخة ألا تخرج السياسة الحزبية عن حدود المياه الاقليمية للولايات المتحدة وقال ايمانويل: "لقد قلب الرئيس بوش هذا المبدأ السياسي رأسا علي عقب"! وانبرت دانا بيرينو السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض تدافع عن بوش: "الرئيس لم يشير صراحة إلي اسم سناتور أوباما.. فقد كان يردد رؤاه الدائمة التي يناصرها ويحميها".. إلا أنها أضافت "أنا أفهم أنك عندما تكون مرشحا للرئاسة الأمريكية فإنك تظن أحيانا أنك محور العالم. وأن الدنيا تدور في فلكك.. لكن هذا الوهم غير صحيح بالمرة"! ................................. لم يفوت جون ماكين، مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، الفرصة.. انضم للدفاع عن نصيره المخلص الذي دعاه علي الغداء في حديقة الورد الشهر الماضي، ودشن ترشيح الحزب الجمهوري لكنه لعب لعبته بذكاء سياسي يحسب له، لكي يحصل أيضا علي دعم المحافظين الجدد في الساحة السياسية.! في خطاب له أمام جماعة الالتزام بالقانون بالنسبة لحمل البندقية "Law - abiding" هاجم ماكين زميله المرشح الديمقراطي باراك أوباما وزميلته هيلاري كلينتون معا، لتمويه اتجاه الهجوم!.. ادعي أنهما معا يضعان جماعة الالتزام بقانون حمل البندقية، والذي يستند إلي التعديل الثاني للدستور الأمريكي.. في مرمي الخطر.! واستند ماكين إلي ما قاله أوباما، الشهر الماضي، من أن الناخبين في المدن الأمريكية الصغيرة، يحرصون علي اقتناء البندقية ليس بهدف الصيد، وإنما لأنهم ممرورون من ظروفهم الاقتصادية الصعبة.!.. وأضاف ماكين: "السيدة كلينتون سارعت بعيداً عن دعم التعديل الثاني للدستور Second amendment.