أعدته للنشر - مي سكرية هو كاتب سيناريو متميز.. قدم للسينما المصرية واحدا من أهم أفلامها "زمن حاتم زهران" بالإضافة إلي العديد من المسلسلات الإذاعية. انه عبدالرحمن محسن الذي يشغل حاليا منصب مدير عام شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام.. وبالتالي فهو بالإضافة الي تميزه في الكتابة أصبح متابعا لمجريات صناعة السينما والسوق السينمائي بوجه عام وكذلك المشاكل والتحديات التي تواجه توزيع الفيلم المصري في دول الخليج. وفي حواره الذي اختص به ل"العالم اليوم" تطرق عبدالرحمن محسن إلي جميع القضايا التي يشهدها السوق السينمائي وشرح وجهات نظره الخاصة بسوق الفيلم المصري وتوزيعه في دول الخليج مرحبا بوجود كيانات كبري في مجال الانتاج السينمائي حيث إن هذه الكيانات تكون قادرة علي رصد ميزانيات ضخمة لأفلام كبري تصلح لتمثيل السينما العربية والمصرية في العالم كله. * بداية ما موقف الفيلم المصري في دول الخليج من ناحية مشاكله وطموحاته والتحديات التي تواجهه؟ ** الشيء الذي قد يغيب عن البعض حتي المشتغلين بصناعة السينما في مصر ان الفيلم المصري هو الأول بين اهتمامات الجمهور القطري من حيث عدد الأفلام المنتجة وإيراداتها حيث يحقق الفيلم المصري من 30 إلي 40% من اجمالي ايرادات الأفلام التي تعرض في الخليج وهو بالطبع رقم كبير رغم التراجع الذي شهده الانتاج السينمائي في السنوات العشر الأخيرة حيث انخفض إلي أقل من عشرين فيلما في العام وذلك بسبب انتشار الفضائيات مما أدي بالطبع لانهيار صناعة السينما ولكنها عادت لتقف علي قدمها مرة أخري في عام 2007 حيث زاد عدد الأفلام الي أربعين فيلما ومن المتوقع ان تصل إلي خمسين فيلما خلال العام الحالي ورغم أن بعض الأفلام المصرية تفقد فرصة العرض في دول الخليج إلا أن ما يقرب من 30 إلي 40 فيلما مصريا تعرض سنويا في الخليج يقابلها 200 فيلم أمريكي وهندي ورغم ذلك فإن الأفلام المصرية تحقق من 30 إلي 40% من الايرادات وهو ما يعني تفوقها وضعف الاقبال علي السينما الأمريكية والهندية في دول الخليج. * وما المشكلة التي تواجه صناعة السينما المصرية في دول الخليج حاليا؟ ** المشكلة الكبري تكمن في نظام التوزيع في مصر الذي أقل ما يوصف به إنه نظام متخلف يشبه نظام "البقالين" أما شركات الانتاج العالمية مثل "وانز برازر - فوكس - كولومبيا - ديزني" فهي تتعامل بنظام الفيلم "شير" share. ** ثم عادت وتعاملت معنا بنظام البيع القطعي مثل فيلم "كده رضا" الذي بيع بشكل قطعي نظير 500 ألف دولار ولكن مشاكل البيع القطعي هي تأخير عرض الأفلام في دول الخليج ويكون الموزع المصري هو سبب هذا التأخير لأنه حصل علي نقوده وبالتالي لا يهتم بايرادات الأفلام في دول الخليج فهناك 32 فيلما تم بيعها في عام 2007 ولم يعرض أغلبها حتي الآن. كما اننا نستطيع تمويل الفيلم المصري ب 30% من ايراده في مصر ولكن مع تأخير عرض الأفلام في دول الخليج حيث إنها لا تعرض في نفس توقيت عرضها في مصر خلال موسم الصيف نجدها في دول الخليج خلال العام الدراسي وهو ما يعني خسارة كبيرة وقلة في الإيرادات فالأفلام التي تم شراؤها خلال العام الماضي وهم "مرجان أحمد مرجان" و"كركر" و"عندليب الدقي" و"كده رضا" لو عرضت في الصيف لحققت أعلي الإيرادات في دول الخليج. * وماذا عن دور العرض في دول الخليج واقبال القطاع الخاص علي الاستثمار في صناعة السينما؟ ** عدد دور العرض في منطقة الخليج تضاعف أربع مرات خلال السنوات العشر الأخيرة منذ عام 96 وحتي 2008 ففي قطر بلغ عدد دور العرض حوالي 25 دار سينما وستصل إلي 40 دارا في الفترة القادمة لأن هناك دار عرض تحت الإنشاء.. أما في الإمارات فوصل عدد دور العرض إلي 150 دارا وفي الكويت 50 داراً، وفي البحرين 50 داراً وفي عمان 15 دار عرض.. وبالتالي فإن القطاع الخاص في الخليج مقبل جداً علي صناعة السينما.. أما بالنسبة لشركات التوزيع فهناك شركة السينما الكويتية وشركة جالف فيلم الإماراتية أما بالنسبة لشركة قطر للسينما فنشاطها شراء وبيع الأفلام لدولة قطر فقط التي تمثل 10% من اجمالي حجم ايرادات دول الخليج.. كما أن متوسط سعر التذكرة لدينا من 8 إلي 10 دولارات في الخليج ككل وهو أكثر من ضعف سعر التذكرة في مصر، وإذا كان عدد دور لعرض في الخليج يوازي نصف دور العرض في مصر وسعر التذكرة ضعف ثمنها في مصر فهذا يعني أن هناك اهتماما كبيرا بالسينما المصرية في الخليج وبصناعة السينما هناك. * وما اقتراحاتك لزيادة فرص تسويق الفيلم المصري في الخليج؟ ** تتلخص هذه الاقتراحات في عدة نقاط: أولاً: التخلص من فكرة البيع القطعي والاعتماد علي نظام الفيلم شير share. * وماذا عن متوسط دخل الفيلم المصري في قطر؟ ** أعلي فيلم مصري حقق إيرادات في قطر كان فيلم "اللمبي" حيث حقق مليونا وربع المليون ريال أي ما يعادل 2 مليون جنيه.. أما متوسط سعر الفيلم في دول الخليج فيتراوح بين 10 آلاف دولار، أو 25 ألفا، وقد يصل إلي 250 ألف دولار ولكن مع وجود 12 فيلما مصريا لم تعرض في دول الخليج حتي الآن فإننا نعاني هناك من خسارة فادحة. * ما حصة الفيلم المصري بالنسبة للفيلم الأمريكي والهندي؟ ** حصة الفيلم المصري تصل إلي 30% بالمقارنة مع الفيلم الأمريكي والهندي الذي تتراجع منذ عام 1996 بعد ظهور مجمعات العرض الضخمة وزيادة عدد دور العرض حيث كانت هناك بقطر سينما الخليج وسينما الدوحة فقط قبل عام 1996 بينما وصل العدد حاليا إلي عشرين دار عرض سينمائي مكيفة ومجهزة ومزودة بأحدث التقنيات وقاعات "VIP". * قامت السعودية بانتاج أول فيلم سعودي بعنوان "كيف الحال" فهل تري ذلك مقدمة لانشاء دور عرض سينمائية في السعودية؟ ** السعودية في طريقها لانشاء دور العرض السينمائي ليس فقط من اجل افلاما مثل "كيف الحال" بل لوجود عشرات الشباب السعوديين الذين صنعوا أفلام روائية قصيرة حيث أقيم مهرجان ضخم للافلام الروائية القصيرة الشهر الماضي في السعودية والاهتمام بالمهرجانات يشجع الكثيرين علي الاهتمام بتلك الصناعة ولقد بدأت السعودية بعرض أفلام الأطفال في بعض الفنادق هناك كما انها بالفعل تسمح بفتح دور العرض هناك حتي لو تم فصل الرجال علي النساء ولكن الأهم ما نشر في بعض الصحف من ان الرياض تطمح إلي ان تكون هوليوود الشرق. * معني ذلك وجود تأثير من السوق السعودي علي توزيع الفيلم المصري؟ ** ربما لان الرقابة السعودية متشددة جدا فلن تسمح بوجود مشاهد علي البلاجات او مشهد في الفراش او مشاهد عري مبتذلة او مشاهد جنسية وغيرها وبالتالي فستكون هناك افلام محظورة وسيتدخل مقص الرقابة لحذف بعض المشاهد من أجل إجازة عرض الفيلم المصري هناك. * أخيرا ما شكل الاقبال الجمهور القطري علي الأفلام المصرية وأيهما يفضل من بين نوعيات الأفلام؟ ** الجمهور القطري يقبل بشدة علي الافلام المصرية بحيث تمثل 10% من ايرادات دول الخليج رغم وجود 32 فيلما مصريا لم تعرض في دور العرض القطرية حتي الآن منها "حليم" و"الجزيرة" و"تيمور وشفيقة" وغيرها. الا ان الجمهور القطري والخليجي بشكل عام يقبل اكثر علي افلام الكوميديا ثم تأتي أفلام الاكشن في المرتبة الثانية ثم افلام المليودراما والرومانسيات في المرتبة الاخيرة ومعني ذلك ان الجمهور القطري يعشق الكوميديا ويبحث عنها.