محمد محمود الباز إسلام عبد التواب: ارتفاع أسعار الذهب هل سببه أزمة الأسواق العالمية؟ هل هو مخزن للقيمة والثروة؟ أم أنه وسيلة وأداة لحفظ الحق وتسيير البيع والشراء؟ وهل تستمر الأسعار في الارتفاع المستمر؟ أرجع خبراء الاقتصاد والمال بسوق الأوراق المالية ارتفاع أسعار الذهب الفترة القادمة لعدة أسباب أهمها الأزمات العالمية المتعلقة بالعقارات وتوترات البورصات العالمية إضافة إلي أسعار المنتجات الاقتصادية وأخيرا التوترات السياسية في المنطقة وتزايد حدة التوترات بين أمريكا وإيران. توقعوا أن يستمر الارتفاع في أسعار الذهب الفترة القادمة مع استمرار انخفاض سعر الدولار خاصة أن المستثمرين في هذه الأوقات يهرعون إلي الأصول الثابتة لتفادي انخفاض دخولهم النقدية. أكد الدكتور أحمد غنيم أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن ارتفاع أسعار الذهب يرجع إلي عدد من الأسباب أهمها ارتفاع أسعار السلع بشكل عام خاصة المواد الأولية من معادن وسلع واللجوء إلي الذهب كمخزن قيمة يزيد مع المشاكل العالمية المتعلقة بالعقارات وأزمة العقارات بأمريكا والتراجع في البورصات العالمية. وأكد غنيم أن الحالة المصرية هي جزء من العالم خاصة أن صغار المدخرين كانوا في وقت من الأوقات يتاجرون بالدولار ثم الدينار العراقي ثم العقارات ومع انخفاض قيمة الدولار وارتفاع أسعار العقارات بشكل جنوني لجأوا إلي الذهب ليحتاطوا به من التضخم. وتوقع غنيم أن يستمر ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة القادمة مع استمرار المشكلات السابق ذكرها. ومن جانبه يري الدكتور عبد الحميد الغزالي أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن أسعار الذهب تسير وفقا لموجة التضخم العالمية السائدة وكلما ارتفعت أسعار المنتجات الاقتصادية يهرع الناس إلي أصول ثابتة للهروب ولتفادي انخفاض دخولهم النقدية وهو الأمر الذي زاد من الطلب علي الذهب مع انخفاض المعروض منه مما أدي إلي ارتفاع ثمنه. وتوقع الغزالي أن يستمر الارتفاع في أسعار الذهب إلي أن تصل الأونصة إلي 1500 دولار في ظل هذه الموجة التصاعدية. ومن جانبها تري الدكتورة مني المصري أستاذ التجارة الدولية بجامعة القاهرة أن هناك علاقة وثيقة تربط بين أسعار الذهب والبترول فارتفاع أسعار البترول يعني ارتفاع أسعار الذهب. وتري المصري أن هناك أسبابا منطقية أدت إلي الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب منها استمرار التوتر في العراق وتضاؤل الاَمال في انسحاب القوات الأمريكية من هناك بالإضافة إلي تصاعد الأزمة بين أمريكا وطهران، هذا بالإضافة إلي الركود الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ورفض الدول الأوروبية واليابان والصين خفض عملاتها أمام الدولار. وأوضحت المصري أن بقاء هذه الاضطرابات السياسية والاقتصادية ينذر باستمرار جنون الذهب خلال الفترة القادمة. أكد الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن الذهب عملة نادرة وعنصر ليس من السهل اكتشافه، وبالتالي فإنه من الصعوبة زيادة المعروض منه خاصة أن الأسعار يحكمها دائما سياسة العرض والطلب. وأوضح عبده أن الذهب من المعروف أنه مخزن للقيمة وهو الأمر الذي يجعله فرصة استثمار جيدة وبديلة عند انخفاض سعر الدولار. أضاف عبده أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب مرهون بزيادة سعر الدولار خلال الفترة القادمة. ومن جانبه يري الدكتور أيمن فرج الباحث الاقتصادي أن هناك علاقة وثيقة تربط بين الثلاثي السياسة والبترول والذهب والمتحكم الأساسي في هذا الأمر هي السياسة، مشيرا إلي التوتر الحالي بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا أن التلويح باستخدام القوة ضد أي دولة من شأنه أن يحدث أعراض جنون وصرعة في أسواق العالم أجمع. وأضاف فرج أن أعراض التوترات التي تنتاب الذهب بدأت منذ بداية التوترات التي يشهدها العالم في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وإن كان الأمر أكثر استقرارا الاَن.