حوار ساخن جدا ولكنه عقلاني عن "الدنيا والدين" أجرته لميس الحديدي مع وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق في برنامج "اتكلم" الذي اذيع علي الهواء مساء يوم الاثنين الماضي علي القناة الأولي والفضائية المصرية. الحوار شمل قضايا دينية حساسة وشائكة وتعد من قضايا الساعة التي حدث حولها جدل شديد في الفترة الأخيرة. "الحديدي" سألت "زقزوق" عن رد الفعل المناسب عن تكرار نشر الصور المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم وهل المقاطعة أم الحوار.. الحل لتفادي تلك الأزمة كما حاورته حول "الدور الاقتصادي والدعوة لوزارة الأوقاف وتطرق حوار الوزير في "اتكلم" إلي القانون الموحد لدور العبادة خاصة ان زقزوق صاحب فكرة إعداده ولاسيما انه -حسب قوله- تحول الجامع الأزهر إلي هايدبارك يتظاهر فيه بعض المصلين بالشباشب ويرددون بالميكروفونات اليدوية إساءات للبعض بل ان بعضهم كان يقوم بالدعاية لحزب الله. الوزير تطرق أيضا إلي كيفية إعداد الدعاة وتوفير الرعاية المناسبة لهم ودور الدعاة في الخارج من أجل تصحيح صورة الإسلام في الغرب. زقزوق اعترف بأنه قام بابعاد 4 مرشدات "دعوة" عن العمل بسبب ارتدائهن للنقاب والذي يعتبره عادة وليس عبادة كما انه استبعد اثنين من الدعاة لانهما يروجان لفكر جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة". وزير الأوقاف تحدث عن الدور الاقتصادي لوزارة الأوقاف وعلاقته بفروع عمر أفندي وإدارة الوزارة لأموال الواقفين في استثمارات عديدة تشمل الزراعة والإسكان ولكنه أكد انه لن يغامر ويتعامل بأموال الاوقاف في البورصة بسبب المخاطر العالية. حوار الوزير في البرنامج تخللته مداخلات عديدة من المشاهدين وأيضا من بعض الدعاة وأساتذة الجامعات أبرز تلك المداخلات كانت من الدكتورة سعاد صالح الأستاذة بجامعة الأزهر وأخري من الدكتور محمد الكحلاوي أستاذ الآثار بجامعة القاهرة وأمين اتحاد الأثريين العرب. * هل المقاطعة هي الحل كرد فعل علي نشر الرسوم المسيئة للرسول؟ ** في البداية لابد أن نسأل: لماذا تنشر هذه الرسوم المسيئة ما بين الحين والآخر؟ فقضية الهجوم علي الإسلام ليست جديدة وكانت موجودة في العصور الوسطي بأشد وأبشع مما هو موجود الآن ولكنها كانت في وقت لن تكن وسائل النشر بهذا التقدم ومازالت هناك اساءات موجودة في بطون الكتب. ولكن ما حدث خلال العشرين عاما الماضية اساءات أيضا منها إصدار سلمان رشدي كتاب "آيات شيطانية" وقتها انتفض العالم الإسلامي وخرجت فتوي تهدر دمه ولكن قابلها من العالم الغربي مناصرة وكانت النتيجة ترجمت كتابه إلي 40 لغة واستقبله رؤساء الدول وخصصت له الأموال. * ولكن ما تفسيرك لهذا؟ هل انتهاك ديننا بالأمر السهل ومن ينتهكه يكرم؟ ** هو رد فعل للفتوي بأن يعتبروه بطلا من أبطال الحريات. وحدث في نهاية 2005 ان نشرت صحيفة دنماركية 12 رسما كاريكاتوريا تسيء للنبي صلي الله عليه وسلم وخرجت بعض المظاهرات في أفغانستان والعراق منددة بتلك الرسوم وراح ضحيتها عدد من الأشخاص وقامت بعض الدول الإسلامية بمقاطعة المنتجات الدنماركية وكان يمكن أن يعالج هذا الاستفزاز لو أن رئيس الوزراء الدنماركي قابل سفراء الدول الإسلامية لكنه رفض ذلك معتبرا الرسوم من حرية التعبير عن الرأي. * لكن الآن الكرة تعاد مرة أخري؟ ** نعم فالحجة الآن هي التضامن مع الرسام الذي تعرض لمحاولة قتل بل إن وزير الخارجية الألماني طالب بنشرها في جميع الدول العربية.