ردود الفعل الدولية ازاء العدوان الاسرائيلي علي سكان قطاع غزة تباينت لهجتها بين لهجة حادة متشددة، وبين دعوة إلي ايقاف العنف من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ولكنها علي وجه العموم لم تتجاوز بيانات الشجب والتنديد. الولاياتالمتحدة طالبت بوقف العنف بين الطرفين واستئناف مفاوضات السلام.. وتشجب الولاياتالمتحدة اطلاق الصواريخ علي اسرائيل وتري ان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها وان كانت تأخذ عليها علي استيحاء الاستخدام المفرط للقوة. ولا يختلف الموقف الأوروبي كثيرا فلا أحد بالطبع يستطيع تأييد ما تفعله اسرائيل التي تستهدف المناطق السكنية بقذائف الدبابات والطائرات والسفن الحربية في مياه غزة. واسرائيل تتوعد بأنها لن تتوقف عن مطاردة قاذفات الطواريخ ويقول مسئول عسكري بارز ان حماس مسئولة عن الضحايا المدنيين لأنها تسمح بنصب منصات الصواريخ في المناطق السكنية. المهم أن تعبيرا أعجبني كثيرا في وصف ردود الفعل الدولية، وهو تعبير "رد فعل خةول" والحقيقة ان اسرائيل تستخدم الكثير من العنف الزائد عن الحد ولكن حين تجري مناقشة هذه الأمور بعيدا عن عدسات التليفزيون يقول الاسرائيليون لغيرهم: ماذا نفعل ازاء سيل الصواريخ علي المدن الاسرائيلية. اسرائيل من الداخل لديها حكومة وقوي ضغط سياسي تتهم الحكومة بالضعف والتهاون في وقف اطلاق الصواريخ. والجانب الفلسطيني يقول ان اطلاق الصواريخ مقاومة للاحتلال وأن اسرائيل بوسعها انهاء الازمة كلها بانسحابها من الاراضي المحتلة والسماح بإقامة الدولة الفلسطينية. هذه فكرة بسيطة للغاية وتمثل جوهر الازمة . انهاء الاحتلال يؤدي إلي انهاء الازمة.. حقا ولكن كيف السبيل للوصول إلي معادلة بسيطة إلي هذا الحد. السبيل هو تكوين قوة دولية ضاغطة تغير الارادة الدولية التي تحمي اسرائيل، ولا سبيل إلي تغيير الارادة الدولية إلا من خلال قيادة فلسطينية واعية بحجم ما في يدها من أوراق، المخاطرة واردة ولكن المقامرة بخسائر جسيمة دون مقابل ليس مقبولا علي الاطلاق. المأساة أن شعب قطاع غزة محاصر من الداخل ومن الخارج، وإذا كان الحصار من الخارج مفهوما بوصف اسرائيل دولة معتدية ومحتلة فإن الحصار من الداخل غير مفهوم.. وإلا فما معني أن تصر حماس علي الانفراد بحكم غزة، عفوا أقصد حصار غزة واعتبار أهالي غزة رهائن ودروعا بشرية ووقودا لاقناع الرأي العام العالمي بالضغط لتغيير الارادة الدولية الداعمة لإسرائيل. ولست أدري كم يجب أن يذهب من ضحايا في غزة قبل أن يقتنع حكامها بأنهم ليسوا علي الطريق الصحيح للتفاهم مع القوي الدولية أولا ثم تغيير ارادتها تجاه اسرائيل فيما بعد، متي وكم من الشهداء يجب أن يسقط؟