كتب طارق مرسي: كعادتها دائما أطلقت شركة جود نيوز سينما في مؤتمر صحفي غير مسبوق في هذا الاطار الفيلم اللبناني الشهير "سكر بنات" علي شاشات العرض المصرية. بعد نجاحها بفضل السياسات التي وضعها الاعلامي الكبير عمادالدين أديب في الحصول علي الحق الحصري لعرضها بمصر لتكون احدي مفاجاَت اجندتها السينمائية المدوية في عام 2008. كل الشواهد تقول ان عرض هذا الفلم الشهير والذي حقق نجاحات ضخمة في المهرجانات العالمية سيعيد خريطة توزيع الفيلم العربي مرة أخري في مصر وحسابات المنتجين باعتباره اضافة جديدة لم يشهدها الشارع السينمائي في مصر. المؤتمر الضخم الذي غطته معظم القنوات الفضائية المصرية والعربية حضره السفير اللبناني في مصر د. خالد والسيدة حرمه إلي جانب مخرجة الفيلم وبطلته نادين لبكي وياسمين المصري والممثل عادل كرم والموزع والموزع صادق الصباح. حلم كبير في المؤتمر الصحفي الذي أداره الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله والذي بدأ كلمته بالتأكيد علي انه أخيرا سيشاهد الجمهور المصري فيلما لبنانيا متميزا لمخرجة موهوبة بينما عبرت في بدايته المخرجة اللبنانية نادين لبكي عن سعادتها بقولها: "مسرورة لوجودي هنا بمصر فهذه اللحظة تترجم حلما كبيرا لي وأنا صغيرة فقد كنت ومازالت أعشق السينما المصرية ونجومها وتكونت بداخلي أساطير حولها وتخيلت في أحيان كثيرة نفسي معهم.. ولهذا أنا متأثرة جدا وسعيدة بأنني اقدم أول فيلم من اخراجي "سكر بنات" هنا بمصر ورغم أنه فيلم لبناني لكنه يحكي عنكم فالتقاليد الشرقية واحدة كما أن الصراعات التي نعيشها مشتركة ولهذا صنعت هذا الفيلم للتعبير عن المشاكل والهموم التي تعاني منها المرأة العربية عموما وخوفها الداذم من نظره الاخر. تعاملت مع كل هذا بصدق فأنا لا أحكي صراعا ولا اتهم أحدا ولا اقدم في الوقت نفسه دروسا في الاخلاق وما قدمته خلاصة ما نراه في الواقع. وحول انها كيف نجحت في الفصل بين كونها ممثلة بالفيلم ومخرجة في نفس الوقت كشفت نادين بقولها: منذ اللحظة الاولي للإعداد للفيلم كنت اعرف أنني في مهمة كبيرة لابد من انجازها لكن كنت أشعر ان الاخراج يسمح لي بإيجاد عالم اخر وتعايشت مع التجربة وبوصفي مخرجة نجحت إلي حد كبير في التعايش مع أحداثه خصوصا وان الممثلين الذين تعاونوا معي كانوا متحمسين لأن هذه التجربة هي الاولي لهم ماعدا الزميل عادل محرم وقد تعمدت ان اقدم ممثلين جددا لرغبتي ان يظهروا في أدوارهم لطريقة عفوية غير مركبة تشبه شخصياتهم في الحياة ومن هنا بحثت عنهم في الاماكن التي يتردد عليها الناس العاديون وكل هذا استغرق وقتا طويلا. وأنا راضية عموما عن نتيجة تمثيل الاخرين معي الفيلم. مسئولية مضاعفة وتتحدث بطلة الفيلم ياسمين المصري عن دورها في الفيلم وكيف تم اختيارها له لكونها مصرية الأم وفلسطينية الأب ولبنانية النشأة وقالت: يربطني بنادين صداقة قوية علي المستوي الانساني ولهذا فقد كانت المسئولية مضاعفة خصوصا وانني لم تكن لي تجارب سابقة وكنت خائفة جدا وعندما قرأت السيناريو شعرت أن شخصية نسرين التي قدمتها بنت عربية بسيطة مرحة وموجودة فعلا في الواقع ومن هنا تبدد الخوف بعد أن بدأنا المعايشة الحقيقية داخل صالون السيدات والصديقة نادين ساعدتني كثيرا حتي زال الخوف وتحررت تماما حتي الذوبان في شخصية نسرين واتصور ان الفيلم كان وش السعد علي بعدما عرضت علي أعمال أخري بعده في فرنسا ولبنان. العمل وسط كتيبة من النساء كان السؤال المحوري لنجم الفيلم عادل كرم والذي أجاب ببساطة وخفة بقوله: "أنا حقيقي فوجئت بهذا الكم وكنت خائفا لكن ساعدني علي تخطي هذا الشعور أنني كنت محاطا باهتمام المخرجة التي ساهمت كثيرا في الاحساس بالارتياح وأيضا الزميلات ولم اشعر أبدا بالغربة وسطهن وأخيرا تمنيت بعد انتهاء الفيلم أن يكون له جزءا ثانيا له. "عادل" أجاب أيضا علي جراءة العرض وصراحته بقوله: شاهدت أكثر من فيلم مصري مثل فيلم"عمارة يعقوبيان" وكان جريئا في موضوعه وعظيما ولهذا نجح كبيرا. وأيضا أفلام أخري ولا اتصور أن كشف الواقع والتعبير عنه أصبح خروجا أو تجاوزا غير مقبول. هوية عالمية في المؤتمر دافع صادق الصباح موزع الفيلم عنه بقوله ان الفيلم قد حقق نجاحا كبيرا علي المستويين الفني والجماهيري لأن هويته عالمية ووجد صدي كبيرا في الدول الغربية التي عرض فيها لأنه يتحدث عن نساء العالم واتوقع أن بعد عرضه في مصر أن يجد مساحة أخري من النجاح وهذا ما أحلم به باعتباره من أوائل الافلام غير المصرية التي تعرض بمصر. وحول توقيت العرض وفرص نجاحه رغم أنه وبلغة السوق "وقت ميت" بين نهاية وبداية موسم، اضاف الصباح: كنا نتمني عرضه في توقيت موسمي ولكن ظروف عرضه في دول أخري منذ 9 شهور أدت إلي اختيار هذا التوقيت بعد جدل طويل حسمته شركة جودنيوز لصالحها بسبب جدية العرض وافضليته ولهذا اختارنا الشركة لتكون سبيلنا في القاهرة لعرض الفيلم.