عاشت مصر ليلة الجمعة فرحا غامرا بصعود الفريق القومي لكرة القدم إلي النهائي بنتيجة قوية، فقد سجل الفريق أربعة أهداف في مرمي فريق ساحل العاج مقابل هدف واحد سجله الفريق المنافس. الفرحة كانت فرحتين، الأولي بالفوز والصعود إلي النهائي، والثانية بالأهداف الأربعة التي سكنت شباك ساحل العاج ولم يتمكن فريقها من تعويض الأهداف أو تقليل فارقها. المباراة بشكل عام كانت جيدة وبذل الفريق فيها جهدا كبيرا أمام فريق افريقي قوي يضم عددا من اللاعبين الدوليين، ولكن الحظ وتوفيق من الله سبحانه وتعالي أكد فوز الفريق المصري فكانت هجماته خطيرة للغاية أوقعت قلوب المشاهدين خلال زمن المباراة سواء في الشوط الأول أو الثاني. سجل الفريق المصري أهدافا من أوضاع صعبة، وأضاع فريق ساحل العاج أهدافا مؤكدة، والغريب في الأمر أن الهدف الذي يضيع وهو مؤكد يحزن عليه الجمهور والهدف القاتل المفاجئ يثير حماسة الجمهور بصورة غير معقولة. والملاحظ أن بطولة افريقيا التي يدافع فريقنا القومي عن لقبه فيها في غانا أمدت الجمهور المصري بطاقة هائلة من الفرح والالتفاف حول مشروع ناجح، وما إن تبين نجاحه في المباريات التي أداها بكفاءة حتي ازداد التحام الجمهور معه علي بعد المسافة بين ملعب كوماسي في غانا وبين القاهرة في مصر، حيث سارت السيارات ورفعت الأعلام، كما لو كانت المباريات تقام في ستاد القاهرة الدولي. نحن نحب الانتصارات، ومن ذا الذي لا يحبها، ولكننا نعشق الانتصارات، ونحن في حاجة إليها دائما لترفع الروح المعنوية وتشحذ الهمم، فليس هناك ما يشحذ الهمة أكثر من الانتصار، أي تحقيق الأهداف المطلوبة علي كل المستويات. الانتصار لا يتحقق بالصدفة ولكنه بتوفيق من الله يحتاج إلي تدبير وتفكير ومجهود، وانتصار فريقنا القومي في غانا نتيجة مجهود المدرب حسن شحاتة مع فريق مناسب، فالفريق وحده لا يكفي، كما أن جهود أي مدرب تضيع هباء إذا لم يجد العناصر التي تنفذ خططه وتؤدي علي الأرض أداء يحقق الانتصار. من دواعي سروري وفرحي شخصيا بما حققناه حتي الآن أن الفريق يدربه مدرب مصري ويؤكد ذلك أن وجود الأجنبي الذي يتقاضي بالخمسين ألف دولار وأكثر في الشهر ليس ضروريا، وأنه إذا توافر لابن البلد العلم والخبرة فإنه يحقق المعجزات. المهم أن نثق في قدراتنا وفي أنفسنا ونشجع أبناء بلدنا الذين يبرعون في جميع المجالات ولا نجتهد في تكسير إرادتهم والتعتيم علي نجاحهم، كما يحدث في مجالات كثيرة أعرفها وتعرفونها.