توشك صفقة فورد لبيع ماركتي السيارتين البريطانيتين الرائجتين جاجوار ولاندروفر ان تقترب من لحظة الحسم، فمنذ أيام قام اصحاب العروض الثلاثة الذين اختارتهم فورد كعروض مفضلة لشراء الماركتين معا بتقديم خططهم في هذا الشأن الي كل من الحكومة البريطانية ونقابات العمال للحصول علي موافقتهما. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان تاتا موتورز أكبر شركة هندية لصناعة السيارات تأتي علي رأس العروض الثلاثة تليها شركة سيارات هندية أخري هي ماهيندرا آند ماهيندرا بالتحالف مع شركة التخارج ابوللو أما الطرف الثالث فهو شركة التخارج وان ايكويتي بارتنرز وينتظر ان تتم ترسية العطاء علي احد هذه الاطراف الثلاثة في غضون اسابيع قليلة. ومعروف ان فورد تريد بيع ماركتي جاجوار ولاندروفر لان رئيسها التنفيذي الجديد ألان مولوللي يريد التركيز علي تطوير اعمال فورد في اسواق امريكا الشمالية، وقد أعلن مولوللي وغيره من قادة فورد التنفيذيين انهم في سباق مع الزمن ويريدون كسب هذا السباق، وكانت فورد قد قامت منذ عام مضي برهن كل اصولها مقابل الحصول علي سيولة نقدية حجمها 23.4 مليار دولار لتمويل خطلة اعادة هيكلة الشركة، كما ان مولوللي وعد المستثمرين بأن تعود فورد الي تحقيق الارباح مرة أخري اعتبارا من عام 2009. وربما كان بيع جاجوار ولاندروفر خطوة لمنع تشتيت جهود قيادة فورد الجديدة ولكنه لن يضيف الكثير من السيولة الي محفظة الشركة، فالمعتقد حتي الآن ان قيمة كل من العروض الثلاثة تدور حول 1.5 مليار دولار وربما يكون في مقدور فورد ان ترفع هذا السعر اذا أجرت مزادا بين أطراف العروض الثلاثة ولكن فورد تتصرف واضعة نصب أعينها ان تكون صفقة بيع جاجوار ولاندروفر في صالح عمال الماركتين قبل أي شيء آخر خصوصا ان عدد هؤلاء العمال يناهز ال 16 ألف عامل. ولا يعبر هذا عن أي نوع من الايثار وانما هو مراعاة أعقل لمصالح فورد كشركة حيث ان بريطانيا تعتبر ثاني أكبر أسواقها. ومن المهم أن يظل البريطانيون ينظرون إلي فورد باعتبارها شركة جيدة هذا إلي جانب حرصها علي عقد اتفاق عادل مع نقابات العمال، فالنقابة الأكبر "يونيت" تريد الابقاء علي الإنتاج والتصميم ومعظم شبكة موردي المكونات داخل بريطانيا، والمشكلة الأصعب من ذلك هي مصير مصنع هالوود في ليفربول، حيث تتم صناعة بعض طرازات جاجوار ولاندروفر فهو مصنع مرشح للإغلاق في المستقبل حيث إنه يمثل طاقة إنتاج فائضة بالنسبة للماركتين. وتقول مجلة "الايكونوميست" إن العرض الذي يرجح أنه أكثر استجابة لمطالب النقابات ومطالب شركة فورد هو عرض تاتا موتورز، ورغم أن توني وودلي رئيس نقابة "يونيت" أكثر ميلا إلي عرض وان ايكويتي التي يقودها صديقه جاك ناصر والذي كان رئيسا لفورد من قبل، فإن مولوللي مقتنع بأن هذا العرض لن يحقق لجاجوار ولاندروفر الاستقرار المنشود علي المدي الطويل. ويأتي عرض ماهيندرا آند ماهيندرا وشريكتها أبوللو في المرتبة الأخيرة لأن الشركة الهندية كانت في الأساس تريد شراء لاندروفر وحدها طمعا في تقنيات 4*4 المتوفراة لديها. والامر المهم أن راتان تاتا رئيس مجلس إدارة امبراطورية تاتا ينظر لصفقة شراء جاجوار ولاندروفر من منظور مختلف فبعد توسعاته في صناعة الشاي وصناعة الصلب والتي كلفته نحو 14 مليار دولار نجده يريد توسع تاتا في صناعة أخري تضفي إليها سمعة راقية، خصوصا أنه رجل لديه الكثير من السيولة الجاهزة لسداد الثمن ويؤكد بعض المسئولين في فورد هذه الرؤية قائلين إن جاجوار علي وشك طرح سيارتها الفاخرة الجديدة XF.