دفع تهاوي سعر الدولار إلي تعزيز الصادرات الأمريكية التي ارتفعت إلي معدلات غير مسبوقة لتهبط بالعجز التجاري الأمريكي إلي أدني معدلاته منذ أكثر من عامين. وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد أعلنت الجمعة تراجع معدل العجز التجاري بواقع 0.6% في سبتمبر إلي 56.5 مليار دولار، الأدني منذ مايو عام 2005. وتراجع مستوي العجز التجاري هذا العام، وحتي اللحظة، بواقع 7.4% عن العام الماضي حيث بلغ رقما قياسيا عند 758.5 مليار دولار، منهيا بذلك خمسة أعوام من الارتفاع القياسي المتواصل. وجاء التحسن مدفوعا بقفزة قياسية في الصادرات الأمريكية بلغت 140.1 مليار دولار أي بارتفاع قدره 1.1% جراء تراجع العملة الخضراء التي جعلت من المنتجات الامريكية أقل تكلفة وأكثر تنافسا في الأسواق الاجنبية. كما استفادت المنتجات الامريكية من النمو القوي في دول أخري. وأظهر تقرير الوزارة كذلك ارتفاع الواردات في سبتمبر بواقع 0.5% إلي 196.6 مليار دولار، كما تراجعت واردات الولاياتالمتحدة من البترول بنسبة 0.8% إلي 10.5 مليار دولار، في تحسن طفيف عزي إلي الارتفاع الصاروخي في أسعاره حيث شارف سعر البرميل 100 دولار. وفيما يعمل الدولار علي تعزيز الصادرات الامريكية إلا أنه يثير مخاوف "وول ستريت" من امكانية تخلي المستثمرين الأجانب عن العملة الأمريكية بسبب تدني قيمتها. وأدي هبوط الدولار إلي مستويات قياسية مقابل العملة الأوروبية - اليورو - هذا الأسبوع إلي تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي المتوسط ب 361 نقطة. وأبدي وزير الخزانة الامريكي هنري بولسون ثقته بالدولار رغم احتمالات فقدان العملة الخضراء بريقها بين المستثمرين قائلا: الدولار يظل عملة احتياط العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهناك مغزي في ذلك فنحن الاقتصاد الأكبر في العالم، ونحن منفتحون كأي اقتصاد آخر أمام الاستثمارات. وتكهن بولسون بأن يواصل الاقتصاد الأمريكي توسعه بالرغم من عثرات قطاع الاسكان والأسواق الائتمانية. إلا أن تفاؤل وزير الخزانة الامريكية لم ينعكس علي "وول ستريت" حيث شهدت السوق المالية يوما عصيبا آخر الجمعة الماضية بتهاوي "داو جونز" الصناعي المتوسط ب223.55 نقطة ليغلق عند 13.042.74 متأثرا بتحذيرات كبريات المؤسسات المصرفية هناك بتوقع المزيد من الخسائر.