رسالة مكةالمكرمة فتحي السايح: حسب احصاءات وزارة الحج والسياحة السعودية ووزارة السياحة المصرية وصل عدد المعتمرين المصريين هذا الموسم خلال شهر رمضان الي اكثر من نصف مليون معتمر مصري شاركوا جميعا في اداء مناسك العمرة والصلوات في اوقاتها وصلاة التراويح والتهجد وختام القرآن الكريم بالحرم الشريف بمكةالمكرمة ثم ادت الغالبية العظمي منهم صلاة العيد والجمعة في الحرم النبوي الشريف قبل عودتهم الي الوطن .."الاسبوعي" عاشت هذه الايام المباركة داخل مكةالمكرمة والمدينة المنورة لحظة بلحظة منذ بداية العشر الاواخر من شهر رمضان حتي اليوم الثالث من ايام عيدالفطر المبارك. والبداية كانت منذ اليوم الثامن عشر من رمضان 1428ه حيث وصل الاتوبيس السياحي الي ميناء سفاجا البحري في الساعة الخامسة بعد الظهر فقام المعتمرون بالاتوبيس بتناول الافطار واداء صلاة المغرب والعشاء في الكافتريات المنتشرة بجوار الميناء وعكس ما كان يقال ويروي من زحام الميناء بالمعتمرين وتكدس صالات الدخول وقرية الحجاج بالمعتمرين فانه بمجرد الانتهاء من الافطار. جاء مندوب شركة السياحة التابع لها الافواج السياحية بالابلاغ فورا عن دخول جميع الاتوبيسات الي الميناء لانهاء عملية الدخول للعبارة ولم تستغرق هذه الاجراءات سوي نصف ساعة او ساعة علي الاكثر وكان جميع المعتمرين الموجودين بالخارج بالاتوبيسات داخل العبارة وداخل الكبائن المخصصة لهم وفي سهولة ويسر بدأت العبارة الرحلة والتي استغرقت مابين 30 و 32 ساعة لتصل الي ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية والمشهد الذي شهده المعتمرون لا يمكن وصفه الا بانه اعجاز لدرجة ان احد المعتمرين قال "لي" انه اصطحب معه عدداً من البطاطين والغطاء لما كان يسمعه من احاديث عن تكدس الموانئ في مصر وجدة وانتظار المعتمرين بالايام علي الارصفة لعدم وجود عبارات كافية لنقل المعتمرين ولكن ماشهده في الحقيقة لايصدق سواء من المعاملة التي وجدها داخل العبارة من خدمة ونظافة وراحة ووجبات مجانية في الافطار والسحور والتمتع باداء الصلوات في اوقاتها جماعة داخل العبارة حتي هبط في ميناء جدة والذي لايقل عن اي ميناء عالمي في مستواه والشنط التي قام بشحنها في مصر بمجرد انهاء اجراءات الدخول للمملكة والتي لا تستغرق عدة دقائق وجدها في صالة كبيرة مكيفة وبجوارها العربات التي تساعد في نقلها مجانا والتي توجد بجوار بوابات الخروج من الميناء والتي يزداد عددها علي 10 ابواب حتي لا يحدث تكدس اثناء الخروج وعمليات التفتيش وفور الخروج من الصالة المكيفة قام مندوب الرحلة بتجميع جوازات السفر من المعتمرين وتسليمها لمندوب الشركة الراعية المملكة لتجهيز تذاكر العودة وكارت الإقامة بالمملكة وهذه العملية لم تستغرق سوي ربع ساعة وتم توزيع التذاكر وكارت الإقامة في الأتوبيس السياحي المكيف الذي كان ينتظر الركاب خارج الميناء لنقلهم إلي الحرم الشريف ومقر الإقامة في مكة. التعبد والخشوع وفي الحرم المكي الشريف شارك المعتمرون المصريون بجميع فئاتهم ومستوياتهم أداء مناسك العمرة وأداء الصلوات الخمس في أوقاتها لعلمهم بأن الركعة الواحدة في الحرم الشريف تعادل مائة ألف ركعة. وفي صورة رائعة الجمال وبزي واحد أبيض علي اجساد المعتمرين من جميع الأجناس وبخشوع ودموع المعتمرين علي وجوههم في صحن الكعبة المشرفة وفي ساحات الحرم المكي وأدواره المتعددة وفي طرقات السعي بين الصفا والمروة السفلية والعلوية يعلن المعتمرون من جميع الأجناس عن التوبة والتمني من الله صاحب البيت العتيق والمشعر الحرام والمسجد الحرام الرحمة والمغفرة وزادت هذه المشاعر الفياضة ليلة ختام القرآن الكريم والتي انخرطت فيها الدموع وارتفعت الأيدي إلي المولي عز وجل طلباً في العتق من النيران والفوز بالجنة وأن يغفر المولي عز وجل ذنوب العباد وأن يتقبل منهم الصيام والقيام والدعوات وكان الشيخ السديسي في تلك الليلة كعادته رائعا جذب قلوب وآذان ما يقرب من 4 ملايين معتمر بدعائه وخشوعه في ليلة ختم القرآن حتي جعل الشوارع والحواري والساحات والطرقات المؤدية للحرم الشريف تمتلئ عن آخرها بالمصلين واصواتهم تزلزل الأرض من تحت أقدامهم عند الدعاء.