حالة من الرعب والتراجع سيطرت علي الأسواق العالمية خلال تعاملات الأسبوع الماضي دفعت عدة مستثمرين للخروج من البورصات، وكبدت الأسواق المالية وخاصة الأوروبية والآسيوية مليارات الدولارات. وترنحت الأسواق مع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، مع تزايد المخاوف من تحول أزمة القطاع العقاري الأمريكي إلي أزمة عالمية، تصيب أسواق الائتمان العقاري العالي المخاطر. واستطاعت بورصة وول ستريت أن تضع حدا لخسائرها خلال تعاملات الأسبوع والتي منيت بها بشكل أساسي خلال تعاملات الاربعاء والخميس الماضيين بعد ان تدخلت البنوك المركزية في كبريات الاقتصاد العالمي لوقف التراجعات. وول ستريت نجحت البورصة الأمريكية أن تتقدم للمرة الأولي خلال اربعة اسابيع وسط تكهنات بأن الحكومة ستقوم بمزيد من التدخلات من أجل حل أزمة قطاع الرهن العقاري. وخلال تعاملات الجمعة تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 31.14 نقطة "0.23%" ليغلق علي 13239.54 نقطة، كما هبط مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا بمقدار 11.6 نقطة أي 0.45% لينهي تعاملاته عند 2544.89 نقطة. علي جانب آخر تقدم مؤشر اس اند بي 500 بنحو 0.55 نقطة أو 0.04% ليصل علي 1453.64 نقطة. وخلال تعاملات الأسبوع تقدم مؤشر داو بنحو 4.-% فيما قفز ناسداك بنحو 1.3% كما ارتفع اس اند بي بنحو 1.4%. مصادر مطلعة ان الجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تراجع دفاتر كبري بنوك الاستثمار في وول ستريت وسط شكوك انها تخفي خسائر من القروض العقارية عالية المخاطر. وتريد اللجنة معرفة ان كانت الشركات تحسب قيمة أصول الرهن العقاري مرتفع المخاطر في دفاترها بالطريقة ذاتها التي تحسبها بها لعملاء أنشطتها للسمسرة مثل صناديق التحوط. ويثير محللون ومستثمرون تساؤلات ان كانت هناك خسائر غير معلنة من القروض العقارية عالية المخاطر. ويتوقع ان تشمل المراجعات أكبر خمسة بنوك استثمار في وول ستريت بداية بجولدمان ساكس وميريل لينش.. ورفض البنكان التعليق. بورصات أوروبا تراجعت الاسهم الأوروبية للأسبوع الرابع علي التوالي مع اقفال تعاملات الجمعة حيث قدرت خسائر القيمة السوقية للأسهم بنحو 2.4 تريليون دولار. وتراجعت المؤشرات الإقليمية التي تقيس أداء الأسهم في القارة، حيث هبط مؤشر داوجونز ستوكس 600 بنحو 2.5% ليغلق تعاملاته علي 362.77 نقطة وهو أدني مستوي له خلال خمسة أشهر. وبذلك فإن المؤشر يكون قد تراجع بنحو 9.4% منذ الأول من يونيو حينما سجل أعلي مستوياته في أكثر من 6 أعوام. أما مؤشرات بورصات أوروبا الغربية المحلية فقد تراجعت كلها، واغلق مؤشر فاينانشال تايمز 100 منخفضا 3.7% خلال تعاملات الجمعة مسجلا 6038.3 نقطة في أكبر خسارة له بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ مارس 2003.. وفقد المؤشر مع ختام تعاملات الأسبوع 3% من قيمته.. وكانت باقي البورصات كتالي: ختم مؤشر داكس المعاملات في بورصة فرانكفورت عند 7343.26 نقطة منخفضا 110.33 نقطة أو 1.48% عن الاغلاق السابق ليفقد 92.41 نقطة علي مدار الأسبوع. وفي باريس أغلق مؤشر كاك 40 علي 8.544.63 نقطة منخفضا 176.15 أو 3.13% ليخسر 149.26 نقطة علي مدار الأسبوع. أما زوريخ فقد تراجع مؤشر السوق السويسرية 239.8 نقطة أو 2.72% ليغلق عند 8565.52 نقطة وهبط 105.91 نقطة منذ الجمعة الماضية. وفي ميلانو فقد مؤشر ميبتل 775 نقطة أو 2.48% مسجلا 30418 نقطة عند الاقفال وخسر 497 نقطة منذ نهاية الأسبوع الماضي. وكانت اسهم البنوك من أكثر الأسهم تراجعا مع انخفاض باركليز 6.4% وايه . بي ان امرو 3.5% وسوسيتيه جنرال 5%. وتراجعت اسهم شركات التعدين مثل ريو تينتو وبي اتش بي بيليتون أكثر من 6% لتراجع اسعار المعادن وسط قلق المستثمرين من تأثر الاقتصاد عموما بأزمة ائتمان محتملة. البورصات الآسيوية هوت الأسهم الآسيوية للأسبوع الثالث علي التوالي مع تأثر الشركات المالية بالمخاوف بشأن سوق الائتمان العقاري عالي المخاطر في الولاياتالمتحدة. وتراجع مؤشر ذا مورجان ستانلي كابيتال انترناشونال آسيا باسيفيك الإقليمي بنحو 2.4% بعدما خسر 4.9% خلال الأسبوعين السابقين. كما أدت الخسائر التي لحقت بالبورصة اليابانية لدفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا لأداء الأسهم في طوكيو إلي أدني مستوي اغلاق هذا العام متراجعا بنحو 2.37%. وسجل مؤشر نيكي المجمع لأسهم 225 سهما خسارة مماثلة ليصل إلي أدني مستوي اغلاق له فيما يقرب من خمسة أشهر. وختم نيكي تعاملات الجمعة منخفضا 406.51 نقطة ليبلغ 16764.09 نقطة وهو أدني مستوي اغلاق منذ 16 من مارس الماضي. وعلي مدار الأسبوع انخفض المؤشر 215.77 نقطة وهو رابع أسبوع له من الهبوط وهي أطول فترة تراجع له منذ نوفمبر الماضي. وتراجعت جميع البورصات في المنطقة الآسيوية وكان علي رأسها مؤشر هانج ينج ببورصة هونج كونج والذي سجل أكبر خسارة أسبوعية له خلال 5 أشهر. إلا أن البورصة الصينية واصلت العزف منفردا للأسبوع الثاني علي التوالي إذ ارتفع مؤشرها بنحو 2.8%.