منذ أيام أعلنت السلطات الأمريكية أنها "نجحت" في احباط محاولة ارهابية لتفجير مطار كيندي بنيويورك وهو من أكبر المطارات التي تشهد حركة واسعة في الولاياتالمتحدة. ويعتبر المطار الذي يحمل اسم الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي رمزا من رموز الحياة الأمريكية ولذلك استهدفه المخططون للعملية كما تقول التحقيقات الأولية التي أعلنتها السلطات هناك. ويبدو أنها مؤامرة إرهابية ذات طابع دعائي الهدف منها إحداث حالة من الذعر والاضرار النفسي بالأمريكيين أو علي حد تعبير أحد المتهمين "ايذاء الولاياتالمتحدة". والمتهمون الذين خططوا للمؤامرة "مسلمون" من جيران أمريكا وليسوا من العرب أو الشرق الأوسط أو الأدني خططوا كما تزعم التحقيقات لوضع قنابل في خزانات الوقود الرئيسية بالمطار ولكن المسئولين الأمنيين أعلنوا أيضا أن المؤامرة لم تستهدف الرحلات الجوية كما أنها لم تكن قابلة للتطبيق من الناحية التقنية. وهذه العبارة تلقي ظلالا من الشك حول فكرة وجود مؤامرة من أصله ومادامت الجريمة غير قابلة للتنفيذ فأين هي فعلا. وقال بيان وزارة العدل الأمريكية ان المشتبه بهم بدأوا في التخطيط للمؤامرة من السادس من يناير الماضي أي قبل نحو شهر واحد من الآن وان تسجيلات تم الحصول عليها من خلال منتديات بين متشددين إسلاميين في الولاياتالمتحدة وجيانا وترينداد وهي الدول التي ينتمي إليها ثلاثة من المشتبه بهم بالإضافة إلي رابعهم الأمريكي. وقال مسئول أمني ان هؤلاء المشتبه بهم يريدون التمثيل أو التشبه بتنظيم القاعدة. ويدل هذا الاكتشاف "الأمني المذهل" علي مدي التوتر الذي تعيش فيه السلطات الأمريكية ونمو "الإسلام فوبيا" في المجتمعات الغربية وهذا ما يعطينا انطباعا قويا عن المدي الذي وصلت إليه صورة المسلمين لدي الغرب بسبب سلوك القاعدة والمتشددين بوجه عام وهو التوجه الفكري نحو "الانتحار إذا كان يلحق خسائر بالآخر". ويدفعنا إلي الاعتقاد بأن هذا النوع من التفكير الانتحاري أنه لا تبدو له أي فائدة سوي تعميق الهوة بين المسلمين وبين مصادر القوة والتقدم الحضاري وعدم استفادتهم "أي المسلمين" من تلك الحضارة المتقدمة سوي في استخدام المتفجرات والسيارات والأحزمة المفخخة والقنابل والطائرات لقتل الحياة المدنية. انها حقا صورة قاتمة ولن تنتهي إلي شيء إيجابي فضلا عن اغرائها لأجهزة الأمن بمطاردة الناس لمجرد تبادلهم أحاديث غاضبة تعبر عن مشاعر عدائية غير قابلة للتطبيق العملي.