يمكن النظر للمعرفة من ثلاث زوايا .. الأولي من حيث اللغة فهي مشتقة من الفعل (know to) .. والثانية علي اساس الطريقة وهي معرفة الشخص كيف يؤدي شيئا ما .. والثالثة علي اساس المستوي ونجد هنا مستويين الأول معرفة الاشياء Knowledge Of things وهي معرفة مكتسبة والثاني معرفة الحقائق knowledge of facts. وقد تعددت المداخل والاتجاهات التي تناولت المعرفة كثروة ولعل من اهمها مايلي: اتجاه يعتبر المعرفة احد اصول وموجودات الشركة فالجمعية الامريكية للتدريب والتطوير وضعت مفهوم المعرفة بأنها معرفة كيف؟ (KNOW _HOW) ومعرفة لماذا (KNOW_ WHY) واعتبرتها احدي اصول وموجودات المنشأة التي لها القدرة علي تحويل التقنية من مرحلة البحث الي مرحلة التطبيق لانتاج سلع وخدمات وفي نفس السياق وصف Malhotra المعرفة الكامنة في عقول البشر بأنها موجودات معرفية او اصول مع معرفية ( Knowldge Assets). اتجاة اخر يري ان المعرفة هي رأس مال فكري وقيمة مضافة ومن ثم يلزم لها ان تكتشف وتستثمر في المنظمة ويتم تحويلها الي قيم لايجاد الثروة من خلال التطبيق. اتجاة ثالث يري ان المعرفة معالجة للمعلومات وللتصورات الذهنية .. ويركز هذا الاتجاه علي العلاقة بين ثلاثة عناصر هي المعلومات والمعرفة والفعل * فالمعرفة هي معلومات مفهومة قادرة علي دعم الفعل. * والفعل او العمل يكون تطبيقا للمعرفة. * اي ان المعرفة هي القدرة علي ترجمة المعلومات الي اداء لتحقيق مهمة محددة او ايجاد شيء محدد .. وهذه القدرة لا تكون متاحة الا لدي ذوي العقول والمهارات الفكرية. ^ اتجاه رابع ينظر الي المعرفة علي انها قوة حيث المعرفة هي القوة ) Knowledge IS Power) في منظمات الاعمال وهي المفتاح لحل المشكلات ويتمثل جوهر المعرفة هنا في القدرة علي ربط المعلومات بطريقة مفيدة واستعمالها. ^ اتجاه خامس ينظر الي المعرفة من منظور اجتماعي باعتبارها اصولا غير ملموسة تشمل الخبرة الواسعة واسلوب الادارة المتميز والثقافة المتراكمة للمنظمة .. وترتبط المعرفة بالموقع والشخص والمحيط الذي يتعلم فيه .. وتعد من مفردات البنية الاجتماعية، لذلك فانها تركز علي اهمية المجتمع والقيم والاراء المشتركة واللغة والحوار. ^ هناك اتجاه اخر سادس ينظر للمعرفة من منظور شامل من زاوية توليدها كتفاعل بين نوعين هما المعرفة الضمنية Tacit Knowledge والمعرفة الظاهرة Explicit Knowledge فالأولي تشير الي المهارات ومعرفة كيف وامكانات الافراد والثانية تشير الي المعرفة التنظيمية في شكل قواعد معلومات وبرمجيات وهياكل تنظيمية ومحتوي رقمي. ومن هذه الاتجاهات الستة يمكن ان نصل الي مجموعات من الاستنتاجات الاساسية هي: اولا ان اهمية المعرفة تنبع مما تشكله من اضافة ذات قيمة وفي الدور الذي تؤديه في تحويل المنظمة الي الاقتصاد الجديد الذي يؤكد علي رأس المال الفكري والتنافس من خلال قدرات البشر. ثانيا ان اهمية المعرفة هي في تحويل المنظمات الي مجتمعات معرفية تعتمد علي الابداع والابتكار المتواصل وكيفية الادارة وتصميم واستخدام النظم المتميزة. ثالثا المعرفة هي المصدر الاساسي للقيمة ويمكن للمنظمات ان تستفيد من المعرفة ذاتها كسلعة نهائية عند بيعها والمتاجرة فيها او اتاحة استخدامها في مجالات النشاط المختلفة جديدة. رابعا المعرفة هي مصدر إيجاد الميزة التنافسية واستمرارها وحتي تكتمل لدينا صورة المعرفة علينا أن نبحث عن خصائصها..وهذا ما سوف نعرض له بمشيئة الله.