جميل جدا أن يكون لدينا الإسعاف الطائر من أجل توفير الإنقاذ المبكر للمرضي الذين يلفظون أنفاسهم في سيارات الإسعاف بسبب الزحام في الشوارع علي الرغم من استخدام "السرينة"؛ لإفساح المجال لها بالمرور، وأيضا الميكروفونات.. لكن هيهات أن تجد من يستمع أو يفكر في أن دقيقة واحدة يمكن خلالها إنقاذ العشرات بل المئات. ولا أعلم، هل سيقتصر الإسعاف الطائر علي الإنقاذ من الشوارع أم أيضا من البيوت؟ وهل تكلفة النقل سيتحملها المصاب أم وزارة الصحة؟ وهل ستكون هذه التكلفة في متناول الجميع أم الاستخدام سيكون للقادرين من الأغنياء؟ المهم أن يكون لنا إسعاف طائر حتي نصبح ضمن الدول التي تفكر في أن حياة الإنسان غالية، حتي لو لم يدفع ثمن تكاليف هذا النقل. والأهم أن الإسعاف الطائر يحتاج إلي توفير أماكن للهبوط سواء في المستشفيات التي سينتقل لها المرضي والمصابون أو من الأماكن التي سيستقلون منها الطائرة، خاصة إذا كانت تدخل في حزام الازدحام. والأجمل أن يتم استقبال حالات الإسعاف الطائر بسرعة في طوارئ المستشفيات؛ حتي لا تتم الوفاة ولفظ الأنفاس الأخيرة في الاستقبال بسبب الروتين وعدم المبالاة. إذن المسئولية ستكون كبيرة وضخمة علي وزارة الصحة وجهاز الأطباء والتمريض في مستشفياتها ليواكبوا الإسعاف الطائر بخدمة طائرة حتي غرف العمليات والعناية المركزة لإنعاش واستمرار الحياة للمصابين. *** أول يولية أي بعد شهرين ستضخ الدماء في شرايين القانون الجديد للتأمين الصحي لتمريره ليصبح حقيقة ليشمل كل مواطن علي أرض مصر المحروسة.. بل إن كل المنشآت الطبية ستصبح في خدمة التأمين لكل مواطن.. نتمني له النجاح، لكن ليس بالإيقاع الحالي بل عن طريق تطوير الخدمات في هذه المرافق؛ لكي نري الثمار الجيدة كحد أدني وليست الممتازة؛ لإنجاح هذا المشروع الذي يمس حياة كل مواطن.. المسئولية "بصحيح" ضخمة.. و"اللي يشيلها" بطل.