أثينا - وكالات: وقعت روسيا وبلغاريا واليونان اتفاقية لمد أنبوب بترول بطول 280 كيلومتراً، لضمان تأمين البترول الروسي الخام الرخيص إلي ساحل البحر المتوسط. وتشكل هذه الاتفاقية خطوة في طريق تعزيز النفوذ الروسي في سوق الطاقة، وهو الأمر الذي تراقبه الولاياتالمتحدة بعين من الحذر، خاصة بعد تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سابقا بوقف المحادثات والبحث عن طرق بديلة ما لم يتم التوقيع علي الاتفاقية سريعاً. وينص الاتفاق، الذي وقع في أثينا، علي التعاون في إنشاء وتشغيل أنبوب البترول بورجاس الكسندروبوليس، الذي تعادل كلفته 900 مليون يورو، أي نحو 1.2 مليار دولار. كما ينص مشروع الأنبوب علي مد خط إضافي جديد يتيح نقل البترول من موانئ البحر الأسود إلي أسواق أوروبا والولاياتالمتحدة، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ عبر بلغاريا واليونان. وقالت السلطات اليونانية إنها تتوقع الانتهاء من مد الأنبوب في العام 2010، مشيرة إلي أن طاقة التمرير للأنبوب تبلغ حوالي 35 مليون طن سنوياً، مع إمكانية زيادتها إلي 50 مليون طن، أو ما يعادل مليون برميل يومياً. ويعود أنبوب البترول للشركة الدولية، التي أسسها المشاركون، علما أن حصة الجانب الروسي تعادل 51%، وكل من بلغاريا واليونان 24.5%. من جانبه، أعرب الرئيس الروسي بوتين عن ثقته في أن أنبوب البترول العابر للبلقان بورجاس الكسندروبوليس سيعزز أمن الطاقة العالمية أكثر، مشيراً إلي أن بلاده ستوسع إمكانياتها من ناحية توريد الوقود إلي الأسواق العالمية، في حين ستحصل اليونان وبلغاريا علي تكنولوجيات جديدة، وستوفران فرص عمل وتعززان أمن الطاقة لديهما أكثر. وقال بوتين إن هذا يعني أنه بوسع بلغاريا واليونان بامتلاكهما هذا الاحتياطي، ضمان استقرار وأمن اقتصاديهما في ظل التعقيدات الواقعية والمحتملة في الأسواق العالمية. وذكر الرئيس الروسي أنه من المتوقع أن يشيد في البلدين، وفقا للمشروع، مستودعان كبيران سعة كل منهما 600 ألف طن، نقلاً عن وكالة أنباء نوفوستي. ويري بوتين أنه من الممكن أن يكون مشروع أنبوب البترول العابر للبلقان نموذجا للتعاون في ميدان الطاقة، إذ قال خلال مراسم توقيع اتفاقية إنشاء أنبوب البترول، إن موضوع أمن الطاقة والتعاون في هذا المجال يبقي أحد المواضيع الرئيسية في النقاشات في أوروبا وفي العالم عموماً. من جهته، حذر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الأوروبية والأوراسية، ماثيو يريزا، من إمكانية أن تصبح أوروبا معتمدة كلياً علي شركة البترول الروسية غاز بروم، التي تصدر أكثر من 35% من البترول الروسي، ويذهب نحو 80% منه إلي أوروبا.