اختتمت الاسهم الامريكية تعاملات الثلاثاء مرتفعة ليقفز المؤشر الصناعي داو جونز الي رابع اعلي مستوياته علي الاطلاق بعد اعلان سلسلة التجزئة العالمية "وول مارت" ارباح اعلي من المتوقع الي جانب انخفاض اسعار النفط الخام الذي عزز التوقعات بتعافي الانفاق الاستهلاكي و هو ما يصب في النهاية في مصلحة مكاسب المؤسسات. وقاد سهم "وول مارت" اكبر سلاسل التجزئة علي مستوي العالم مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الي اعلي مستوياته في ستة اعوام . وجاءت قوة ارباح الشركة لتعزز توقعات مجلس الاحتياطي الاتحادي ( البنك المركزي الامريكي ) بنجاح الانفاق الاستهلاكي في تجاوز تباطؤ قطاع الاسكان وتعويض الفجوة الناجمة عن تراجع نمو المصنعين . كما سجل ناسداك المجمع رابع صعود له في خمسة ايام وسط الحديث عن خطة لاندماج شركتي "سيرياس ساتيلايت راديو" و "اكس ام ساتيلايت راديو هولدينجز" و هما المؤسستان الوحيدتان للخدمات الاذاعية عبر الاقمار الصناعية في الولاياتالمتحدة . وقفز مؤشر داو جونز ويلشاير 5000 و هو اوسع مقياس لاداء الاسهم الامريكية متجاوزا مستوي الذروة الي سجله في 24 مارس 2000 و هي قمة الفترة المعروفة باسم "فقاعة الانترنت" التي شهدت ارتفاعا قياسيا في اسهم التكنولوجيا. واضاف المؤشر 0.4 % منهيا التعاملات عند 14796.54 نقطة . وصعد سهم "وول مارت الذي سجل افضل اداء علي مستوي داو ب 3.7 % الي 50.26 دولار بعد ان اعلنت الشركة ارتفاع ارباح الربع الاخير ب9.8 % الي 3.94 مليار دولار بواقع 95 سنتاً للسهم فيما فاق تقديرات المحللين التي لم تتعد 90 سنتاً للسهم . ودعم مكاسب الثلاثاء ايضا تراجع العقود الآجلة للنفط الخام تسليم مارس ب2.2 % الي 58.07 دولار للبرميل وسط انقشاع برودة الطقس عن الاجزاء الشرقية من الولاياتالمتحدة و اوروبا مما حد من الطلب علي وقود التدفئة . و قفز سهم "سيرياس" ب 22 سنتاً الي 3.92 دولار بينما اضاف سهم "اكس ام" 1.43 دولار مرتفعا الي 15.41 دولار و ذلك بعد ان وافقت الاولي علي شراء منافستها في مجال خدمات الراديو المدفوعة "اكس ام " مقابل 4.57 مليار دولار في اطار جهودها للحد من سلسلة خسائرها . ومن المنتظر ان يكون يرأس الكيان الجديد الناشيء عن اندماج الشركتين الرئيس التنفيذي ل "سيرياس" ميل كارمازين . وسوف تخضع الصفقة لرقابة لسلطات مكافحة الاحتكار كما تنتظر موافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية . وكانت اسهم البنوك من بين الفائزين ايضا حيث اضاف مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الفرعي للقطاع المصرفي 0.4 % . وصعد سهم المجموعة المصرفية العملاقة " سيتي جروب بتسعة سنتات الي 54.19 دولار . و جاء الارتفاع بعد ان استبعد بعض الخبراء انتقال المتاعب التي تعاني منها مؤسسات الرهن العقاري الي بقية البنوك . أوروبا علي الجانب الاخر من الاطلسي ارتفعت الاسهم الاوروبية في بداية تعاملات الاربعاء وسط اعلان مجموعة من الشركات من بينهم "اليكتريك دو فرانس" و "نورديا بانك" مكاسب تفوق التقديرات . و صعد داو جونز ستوكس 600 ب0.2 % الي 381.73 نقطة مقتربا من اعلي مستوياته منذ نوفمبر 2000 . و ارتفع ستوكس 50 ب0.2 % و يورو ستوكس 50 لدول اليورو ال 13 ب 0.4 % . تجدر الاشارة الي ان 60 % من شركات ستوكس 50 التي اعلنت نتائج اعمالها عن الربع الاخير حتي الآن سجلت مكاسب او مبيعات تفوق التوقعات . و دعم ارتفاع البورصات الاوروبية ايضا التوصيات التي اصدرها البنك الاستثماري العالمي "جي بي مورجان" للمستثمرين بزيادة محافظهم من الاسهم الاوروبية في ظل توقعاته بتسارع وتيرة النمو في الولاياتالمتحدة اكبر شريك تجاري للقارة العجوز . و صعد سهم "اليكتريك دو فرانس" اكبر شركات توليد الطاقة في اوروبا ب 2.1 % الي 58.3 يورو عقب اعلانها صعود ارباح 2006 ب 75 % بفضل ارتفاع رسوم الطاقة في اسواقها الخارجية . كما قفز سهم "نورديا بانك " اكبر بنوك النرويج من حيث القيمة السوقية ب 2.4 % الي 114 كرونة بعد ان اعلن ارتفاع ارباح الربع الاخير ب73 % . وساعدت قوة نتائج الاعمال الاسهم علي التعافي من خسائر الثلاثاء عندما هوت من اعلي مستوياتها في ستة اعوام تأثرا بانخفاض اسهم الطاقة واعلان بعض المكاسب المخيبة للآمال. آسيا و في البورصات الآسيوية سادت اجواء من التفاؤل يوم الاربعاء بعد ان قرر البنك المركزي الياباني رفع الفائدة . وقاد الارتفاع اسهم قطاع المال . وقفز مؤشر توبكس الياباني الواسع النطاق الي اعلي مستوياته في خمسة عشر عاما . وتصدرت اسهم المال قائمة المكاسب في جميع اسواق المنطقة المفتوحة للتداول . وفي طوكيو صعد سهم "ميزوهو " ثاني اكبر البنوك اليابانية من حيث الاصول ب 1 % الي 883000 ين بينما ارتفع سهم "سوميتومو ميتسوي" ثالث اكبر البنوك ب 0.8 % الي 1.21 مليون ين . و جاء الارتفاع انعكاسا لقرار بنك اليابان برفع تكاليف الاقراض بمقدار ربع نقطة لتصل الي 0.5 % بعد ان اظهرت تقارير رسمية نمو الاقتصاد الياباني ثاني اكبر اقتصادات العالم باسرع معدلاته في ثلاثة اعوام . ورغم الارتفاع ما زال معدل الاقراض الياباني الادني بين اقتصادات العالم الرئيسية . وتفيد الفائدة المرتفعة البنوك حيث تزيد الفرق بين الرسوم التي تحصلها علي القروض والفوائد التي تدفعها علي الودائع .