سجّل مؤشر داو جونز الأسبوع الماضي مستوي قياسياً جديداً (12,673)، مدعوماً بتفاؤل المستثمر بعدة أحداث اقتصادية أهمها: 1- إعلان الاحتياطي الفدرالي أن التضخم ما زال تحت السيطرة، وأن الاقتصاد ينمو بشكل أفضل، وأن هناك بوادر استقرار في قطاع المنازل المتباطيء. وكما كان متوقعاً، لم يقرّ البنك المركزي أي تغيير في أسعار الفائدة. 2- صدور بيان العمالة الشهري الذي أظهر زيادة في عدد الوظائف بواقع 111 ألف وظيفة خلال شهر يناير، بدلاً من 150 ألفاً كما كان متوقعاً. ويعني ذلك أن النمو في قطاع العمل مازال معتدلاً وأنه لن يزيد الضغوط التضخمية علي الاقتصاد. 3 - نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأخير بنسبة فوق المتوقع (3.5% بدلاً من 3%)، وذلك حسب التقدير الأولي له. أداء المؤشرات الرئيسية هذا الأسبوع بعد الارتفاعات القياسية التي شهدتها المؤشرات الرئيسية الأسبوع الماضي إثر بيان الاحتياطي الفدرالي، قد تتسم الأسواق بجو من الغموض نظراً لقلة أهمية الأحداث الاقتصادية المرتقبة هذا الأسبوع بالنسبة لحركة مؤشرات الأسهم، وأبرزها ما يلي: 1- الأرقام الاقتصادية، وهي قليلة هذا الأسبوع وأهمها بيان الانتاجية للربع الأخير من العام الماضي. 2- إعلانات الأرباح، وهي أيضاً قليلة نظراً لاقتراب نهاية موسم الأرباح. ومن الشركات الكبري التي ستعلن أرباحها هذا الأسبوع شركة سيسكو (CSCO) يوم الثلاثاء، وشركة ديزني (DIS) يوم الأربعاء، وشركة تول براذرز (TOLL) يوم الخميس. 3- الخطابات التي سيلقيها عدد من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي، ومن بينهم الرئيس برنانكي. ولكننا لا نتوقع أن تضيف هذه الخطابات أي جديد إلي بيان البنك المركزي الأسبوع الماضي. أرقام الأسبوع الاقتصادية تطلعات منح بيان الاحتياطي الفدرالي المستثمرين دافعاً قوياً لشراء الأسهم الأسبوع الماضي ، فكسر مؤشر داو جونز مستوي تاريخياً آخر له. ويعتبر إعلان البنك المركزي أن نسبة التضخم علي اعتدال وقطاع المنازل المتدهور علي استقرار وأن الاقتصاد ينمو بشكل أقوي أكبر هدية بالنسبة للمستثمر. ولكن تصريحاً كهذا يخلق تحدياً كبيراً أمام الأسواق، إذ بات علي المؤشرات الاقتصادية أن تؤكد خلال الأسابيع القادمة ما ذكره الاحتياطي في بيانه حتي تتمكن من متابعة ارتفاعها. وإلا، قد تتكوّن لدي المستثمر ردة فعل عكسية تدفعه للبيع، لا سيما إذا تزامن أداء المؤشرات المخيّب للآمال مع تحديات اقنصادية مهمة أخري كارتفاع أسعار النفط. شركة الباين للاستثمار