في ظل الأزمات المتكررة التي يعاني منها سوق الأسمدة الأزوتية في مصر اطلقت الحكومة مبادرة جديدة مؤخراً للتوسع في المشروعات الجديدة في هذا المجال.. حيث أعلن الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار عن التوسع في شركة الصناعات الكيماوية - كيما - باستثمارات 2 مليار جنيه لانتاج الاسمدة الأزوتية وهو المشروع الذي يرعاه رئيس الجمهورية حيث استبعد الوزير تماما طرح الشركة لمشاركة القطاع الخاص مشيرا إلي أن ذلك يتطلب تعاملا خاصا مع مدخلات الطاقة من الكهرباء، كما أوضح ان خطة التطوير تشمل توفير التمويل المطلوب لاعداد مشروع الأسمدة الأزوتية اليوريا علي غرار مصنع حلوان الذي سيتم تشغيله خلال ثلاثة أشهر من أجل تلبية احتياجات السوق، بالاضافة إلي البدء فوراً في عمليات اعادة الهيكلة وتطوير خطوط الشركة الحالية. وأكد الخبراء ان هذه الخطوة مهمة جدا لايجاد نوع من التوازن بين العرض والطلب في ظل العجز المتوقع بنحو 350 الف طن خلال الموسم الحالي مشيرين إلي ضرورة تنسيق السياسة الخاصة بالأسعار والدعم الذي لا يصل في العادة إلي المزارع وهو المشروع الذي أعلنته الحكومة الحالية ولم يخرج بعد إلي النور. ويرتبط تطوير كيما بدخول الغاز الطبيعي إلي محافظة أسوان خلال 3 سنوات من الآن ومن المتوقع ان يعطي لمصر ميزة تنافسية عالميا وخاصة ان احتياطيات الغاز الطبيعي المحتملة في مصر تتراوح ما بين 100 - 125 تريليون قدم مكعب وذلك وفقا لتقديرات الشركات العالمية العاملة في مصر. وسنلقي الضوء علي "كيما" وسوق الأسمدة ونستعرض آراء الخبراء حول تطوير الشركة والسوق بشكل عام. تأسست كيما عام 1956 وبدأت انتاجها الفعلي في 1960 وقد اقيمت مصانعها ومدينتها السكنية جنوباسوان علي مساحة حوالي 1500 فدان، وتشغل المصانع منها 800 فدان ويبلغ عدد العاملين بها 1887 عاملا. وبدأت الشركة العمل بطاقة انتاجية 600 طن في اليوم وفي عام 1967 تم انشاء مصنع لانتاج سبيكة الفيروسيليكون بطاقة انتاجية 7000 طن في السنة ويعد انتاج السماد، والفيروسيليكون من الانشطة الرئيسية في الشركة ويبغ اجمالي انتاجها من السماد والفيروسيليكون 270 ألف طن في السنة. وتقوم الشركة بإنتاج سماد نترات النشادر بأنواعها المختلفة - ثقيلة ونقية وسائلة. إلي جانب الاكسجين النقي للاستخدامات الطبية والصناعية. ويبدو ان تجربة "المصرية للأسمدة" قد فتحت شهية الحكومة لانشاء مشروعات جديدة حققت عملية البيع عائدا بلغت نسبته 500% علي رأس المال المدفوع بما يعادل 4.286 مليار جنيه لمساهمي المال العام اضافة إلي تحقيق الشركة القابضة أرباحا بلغت 214 مليون جنيه. ومع ذلك فإن الأمر يختلف تماما مع كيما حيث ان عرض الشركة للبيع مرتبط بعدة أمور.. أولها صعوبة بيع الشركة في ظل سياسة الدعم وسقف الأسعار وحاجة الشركة للتطوير والتي سيتم البدء بها فورا قبل وصول الغاز الطبيعي إلي محافظة أسوان التي ينتمي إليها كيما والمحدد لوصوله 3 سنوات. خطوط الانتاج من جانبه أكد الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار علي ضرورة البدء في تطوير خطوط الانتاج الحالية والتي تبلغ تكلفتها نحو نصف مليار جنيه اضافة إلي التوسع في انشطة الشركة من خلال المصنع الجديد للأسمدة الأزوتية باستثمارات 1.5 مليار جنيه. واستبعد الوزير تماما طرح الشركة لمشاركة القطاع الخاص مشيرا إلي أن ذلك يتطلب تعاملات خاصا مع مدخلات الطاقة من الكهرباء والغاز الطبيعي. ومن جانبه اوضح الكيميائي عادل الموزي رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية ان مشروع مصنع الاسمدة تصل طاقته إلي 1200 طن امونيا يوميا ويتم تخصيص 400 طن منها لانتاج نترات النشادر و800 طن لانتاج سماد اليوريا. وأشار إلي نجاح شركة كيما في تحسين مؤشراتها المالية بتحقيق 55 مليون جنيه أرباحا العام المالي الماضي مقابل نحو 18 مليون جنيه العام الأسبق و190 مليون جنيه مبيعات منها 60% صادرات بقيمة 110 ملايين جنيه. وتستعد الشركة كما يؤكد المهندس يحيي مشالي رئيس مجلس ادارتها وبالاضافة إلي مشروع تجميع غبار السيلكا واعادة تعبئته والذي افتتحه وزير الاستثمار خلال زيارته الأخيرة لأسوان لبناء مشروع بيئي جديد من خلال الاتفاق مع احدي الشركات العالمية لخفض انبعاثات غاز اكسيد النيتروز وهو مشروع سيحقق للشركة ايرادات سنوية تبلغ 1.2 مليون دولار بجانب الحفاظ علي البيئة.